ولهذا تكوّنت "لجنة الحوار بين الأديان" في الأزهر بعد طلب من الفاتيكان للحوار أكثر من مرة، رُفضت في بداية الأمر من شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود وقَبِل المشاركة بخطاب بعد ضغط من السادات ثم تم تشكيل اللجنة مؤخراً عندما تكرر الطلب من الفاتيكان في الحوار, فتم توقيع اتفاقية بين المؤسستين في مايو عام 1998م. وهذه اللجنة وفكرتها لم تكن موضع ترحيب من علماء الأزهر, وتزعم هذه المعارضة جبهة علماء الأزهر خاصة الدكتور يحيي إسماعيل, الأمين العام السابق للجبهة.
وظهرت دعوة إلى إنشاء ما يسمى بـ " مجمع الأديان " بوادى الراحة فى سيناء, ليضم كنيسة سانت كاترين, ومسجدا كبيرا, مع إنشاء معبد يهودي يجاورهما, وكرر هذه الدعوة فى العصر الحديث سيد القمني بدعوته لإنشاء كعبة جديدة فى سيناء تكون قبلة للأديان الثلاثة. كماصرح بعضهم بأنه أصدر كتابا يجمع بين دفتيه القرآن الكريم والتوراة والإنجيل, والله المستعان.
ودعا بابا الفاتيكان إلى إقامة صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة: الإسلاميين والكتابيين، وذلك بقرية: " أسِيس " في: " إيطاليا ". فأقيمت فيها بتاريخ: 27/ 10 / 1986 م , واعتبر البابا هذا اليوم عيد لكل الأديان, وتكررت هذه الصلاة تحت اسم صلاة روح القدس, منه ما أقيم فى اليابان على قمة جبل كيتو وحضره بعض ممثلى المؤسسات الإسلامية البارزة كما ذكر الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى.
ثم أقيمت عدة مؤتمرات للحوار بين الأديان؛ كان منها " المؤتمر الإبراهيمي " في قرطبة بتاريخ 12 - 15/ 2 فبراير 1987 م، بمشاركة أعداد من اليهود والنصارى، ومن المنتسبين للإسلام من القاديانيين والإسماعيليين. وكان انعقاده باسم: " مؤتمر الحوار الدولي للوحدة الإبراهيمية ". وافتتح لهذا الغرض معهد باسم: " معهد قرطبة لوحدة الأديان في أوربا ".وكان متولي ذلك: الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي. وكانت أهم نقطة في انعقاده، هي: إثبات الاشتراك واللقاء بين عدد من المنتسبين إلى الأديان. وتكررت هذه المؤتمرات كثيرا وشارك فيها عدد كبير من ممثلى المؤسسات الإسلامية الكبرى, وكان منها مؤتمر شرم الشيخ فى تسعينات القرن الماضى, وكان آخرها مؤتمر حوار الأديان بسويسرا أواخر العام 2009 م الذى بحث فيه المجتمعون نقاط الاشتراك بين الملل.
شهادة صادقة حول حوار الأديان:
وهذه شهادة واحد ممن اغتر بدعاوى حوار الأديان فى بادئ أمره, ثم لما تبين له زيف تلك الدعاوى تركها وأظهر سوءاتها, وهو الدكتور محمد عمارة, يقول الدكتور: (مع كل ذلك، فتجربتي مع الحوارات الدينية –وخاصة مع ممثلي النصرانية الغربية- تجربة سلبية، لا تبعث على رجاء آمال تُذكر من وراء هذه الحوارات التي تُقام لها الكثير من اللجان والمؤسسات، وتُعقد لها الكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات، ويُنفق عليها الكثير من الأموال). ثم ذكر أسباب عزوفه عن هذه الحوارات؛ فقال:
(أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركة في الحوارات الدينية –التي أُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين من وراء الحوار الديني مع المسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لم يكن واجبهم، لكن لا ليتعايشوا معه، وإنما ليحذفوه ويطووا صفحته بتنصير المسلمين! بل إن وثائق مؤتمرات التدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كل الكنائس الغربية، تعترف –هذه الوثائق- بأن الحوار الديني –بالنسبة لهم- لا يعني التخلي عن "الجهود القسرية والواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر" بل ربما كان الحوار مرحلة من مراحل التنصير!
إذا كانت النصرانية الغربية تتوزعها كنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكان الكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذا الحوار- هو الذي رفع شعار: "إفريقيا نصرانية سنة 2000م"، فلما أزف الموعد، ولم يتحقق الوعد، مد أجل هذا الطمع إلى 2025م!! وهو الذي عقد مع الكيان الصهيوني المغتصب للقدس وفلسطين معاهدة في 30 - 12 - 1993م تحدثت عن العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية وبين الشعب اليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذت كنائسها في القدس المحتلة تسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلى
¥