تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما قول القائل الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام، فلو قدر أن هذا هو حقيقة غضبنا، لم يلزم أن يكون غضب الله تعالى مثل غضبنا، كما أن حقيقة ذات الله ليست مثل ذاتنا، فليس هو مماثلاً لنا، لا لذاتنا ولا لأرواحنا، وصفاته كذاته"

فإن قالوا: الغضب هو غليان دم القلب لطلب الانتقام، والوجه هو ذو الأنف والشفتين واللسان والخد أو نحو ذلك، قيل لهم: إن كنتم تريدون غضب العبد ووجه العبد فوزانه أن يقال لكم: ولا يعقل بصر إلا ما كان بشحمة ولا سمع إلا ما كان بصماخ، ولا كلاما إلا ما كان بشفتين ولسان، ولا إرادة إلا ما كان لاجتلاب منفعة أو استدفاع مضرة، وأنتم تثبتون للرب السمع والبصر والكلام والإرادة على خلاف صفات العبد، فان كان ما تثبتونه مماثلا لصفات العبد لزمكم التمثيل في الجميع، وإن كنتم تثبتونه على الوجه اللائق بجلال الله تعالى من غير مماثلة بصفات المخلوقات فأثبتوا الجميع على هذا الوجه المحدود، ولا فرق بين صفة وصفة فان ما نفيتموه من الصفات يلزمكم فيه نظير ما أثبتموه،

نقول: إما أن تعطلوا الجميع وهو ممتنع، وإما أن تمثلوه بالمخلوقات وهو ممتنع، وإما أن تثبتوا الجميع على وجه يختص به لا يماثله فيه غيره، وحينئذ فلا فرق بين صفة وصفة، فالفرق بينهما بإثبات أحدهما ونفى الآخر فراراً من التشبيه والتجسيم، قول باطل يتضمن الفرق بين المتماثلين والتناقض في المقالتين"

قالوا بأن الصفات السبعة الثابتة لله ليست مثل صفات العبد.

نقول: وكذلك الاستواء وبقية الصفات ليست مثل صفات العبد، فإما أن تُثبت كل الصفات وإما أن تنفي الكل، فالقول في الصفات كالقول في بعض، وأما أن تأخذ البعض وتؤمن به وترد الباقي فهذا عمل اليهود الذين جعلوا القرآن عضين.

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

المراجع

المحاضرة الرابعة عشر المكتوبة

شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز

مجموع الفتاوي لشيخ الإسلام ابن تيمية

عقيدة القرآن والسنة د / خليل هراس

القول الرشيد في عقيدة التوحيد د / الوصيف على حزه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير