تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[محبة الصحابة لآل البيت]

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 06:29 م]ـ

[محبة الصحابة لآل البيت]

قال ابن كثير في تفسيره لسورة الشورى: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسبا ًونسباً ولاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية. ابن كثير 142/ 4الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين.

إن أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول صلى الله عليه وسلم فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جميعاً، فيُحبُّون الجميعَ ويُثنون عليهم ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه ولصُحبَتِه إيَّاه ولقرابَتِه منه صلى الله عليه وسلم.

ومَن لَم يكن منهم صحابيًّا فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه ولقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَرَون أنَّ شرَفَ النَّسَب تابعٌ لشرَف الإيمان، ومَن جمع اللهُ له بينهما فقد جمع له بين الحُسْنَيَيْن ومَن لَم يُوَفَّق للإيمان فإنَّ شرَفَ النَّسَب لا يُفيدُه شيئاً، وقال صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويلٍ رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «ومَن بطَّأ به عملُه لَم يُسرع به نسبُه».

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: معناه أنَّ العملَ هو الذي يَبلُغُ بالعبدِ درجات الآخرة كما قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الاحقاف: 19]، فمَن أبطأ به عملُه أن يبلُغَ به المنازلَ العاليةَ عند الله تعالى لَم يُسرِع به نسبُه فيبلغه تلك الدَّرجات فإنَّ اللهَ رتَّب الجزاءَ على الأعمال لا على الأنساب كما قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون:101].

وقد أمر الله تعالى بالمسارعةِ إلى مغفرتِه ورحمتِه بالأعمال كما قال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلمُتَّقِين} [آل عمران: 133].

من هم أهل البيت؟

المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ وهم أزواجُه وذريَّتُه وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.

ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد إنَّما هي أوساخُ الناس» ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس.

فأمَّا دخول أزواجه رضي الله عنهنَّ في آلِه صلى الله عليه وسلم فيدلُّ لذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 33].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير