[استدلال الرافضة بحديث الاثني عشر إماما]
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:59 م]ـ
الشبهة: استدل الرافضة بالحديث الصحيح على ما ذهبوا إليه من وجود اثني عشر إماما معصوما تجب طاعتهم، ونص الحديث هو: «يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش». متفق عليه.
الجواب:
أولا: ألفاظ الحديث:
«يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش». متفق عليه.
«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش». مسلم.
«لا يزال الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم تجتمع عليهم الأمة».
والمتأمل في ألفاظ الأحاديث الصحيحة يجد فيها صفة خاصة لهؤلاء الاثني عشر، ألا وهي الخلافة والإمارة، ولذا فأين تحقق هذه الصفة في من زعم الرافضة الإمامة لهم، فما ولي الإمارة منهم سوى علي والحسن رضي الله عنهما من دون الباقين، وعليه يسقط الاحتجاج بالحديث من أصله، ويبقى الكلام فيه لتعدد الوجوه ليس أكثر.
أن ا
ثانيا: عز الدين ورفعته:
ومما أشار إليه الحديث لدين قائم وعزيز طالما ولي هؤلاء الاثنا عشر الخلافة والإمارة، ومن المعلوم قول الرافضة في حقبة الخلافة الراشدة فما بعدها فضلا عن تاريخ الإسلام المشرق الزاهي، فإن هذا التاريخ –في نظرهم- لا يعدو أن يكون مرتعا للظلم والجور والبغي والفساد الذي لن يرتفع إلا بخروج قائمهم المزعوم، وعليه فلا يقبل الاستدلال بهذا الحديث دليلا على إمامة أئمتهم مع حكمهم على الدين بعدم العزة والرفعة في زمانهم، لأنه تفريغ لمعناه ونفي لمحتواه.
ثم ألم يقولوا أن أئمتهم ما بين مقتول ومسموم ومحبوس.
فأين العزة وأين الرفعة؟!.
ألم يقولوا أن أئمتهم كانوا يمارسون التقية ويفتون بها في أخس القضايا!! نتيجة لحالة الخوف التي كانوا يعيشونها.
فأين العزة وأين الرفعة؟!.
ألم يقولوا أن أئمتهم قالوا: «أنتم على دين من كتمه أعزه الله».
فأين العزة وأين الرفعة؟!.
ثالثا: كلام أهل العلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن ظن أن هؤلاء الاثنى عشر هم الذين تعتقد الرافضة إمامتهم فهو في غاية الجهل، فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب ...... ، وأما سائر الأئمة غير علي فلم يكن لأحد منهم سيف، لا سيما المنتظر، بل هو عند من يقول بإمامته إما خائف عاجز، وإما هارب مختف من أكثر من أربعمائة سنة.وهو لم يهد ضالا، ولا أمر بمعروف، ولا نهى عن منكر، ولا نصر مظلوما، ولا أفتى أحدا في مسألة، ولاحكم في قضية، ولا يعرف له وجود. فأي فائدة حصلت من هذا لو كان موجودا؟ فضلا عن أن يكون الإسلام به عزيزاً.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإسلام لا يزال عزيزا ولا يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى يتولى اثنا عشر خليفة، فلو كان المراد بهم هؤلاء الاثني عشر وآخرهم المنتظر -وهو موجود الآن إلى أن يظهر عندهم- كان الإسلام لم يزل عزيزا في الدولتين الأموية والعباسية وكان عزيزا وقد خرج الكفار بالمشرق والمغرب وفعلوا بالمسلمين ما يطول وصفه، وكان الإسلام لا يزال عزيزا إلى اليوم، وهذا خلاف ما دل عليه الحديث.
وأيضا فالإسلام عند الإمامية هو ما هم عليه وهم أذل فرق الأمة فليس في أهل الأهواء أذل من الرافضة ولا أكتم لقوله منهم ولا أكثر استعمالا للتقية منهم، وهم على زعمهم شيعة الاثني عشر، وهم في غاية الذل، فأي عز للإسلام بهؤلاء الاثني عشر على زعمهم).
منهاج السنة 8/ 173،174
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (هذا الحديث فيه دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا، وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر، فإن كثيرًا من أولئك لم يكن إليهم من الأمر شيء، فأما هؤلاء فإنهم يكونون من قريش، يَلُون فيعدلون).
تفسير القرآن العظيم6/ 78
رابعا: الأئمة عند الرافضة 13
قال الكليني: (محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي).1/ 533
وإذا ضممنا عليا رضي الله عنه إلى 12 من ولدها أصبح عددهم 13.
وللأسف لا يوجد في أحاديث أهل السنة 13 خليفة أو أميرا.
وفي الكافي أيضا: (محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الارض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الارض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الارض بأهلها ولم ينظروا). 1/ 535
وهنا يدخل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصبحوا 14.
وما زالت الزيادة محتملة في عددهم.
خامسا: لا عبرة بالعدد
أخرج مسلم من حديث عمار رضي الله عنه: (فى أمتى اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة). 7213.
فهل المنافقون في هذه الأمة اثنا عشر فقط أم أنهم أكثر؟!، وما يقال في هذا الحديث من حيث العدد يقال في الذي قبله.
فيقال إن عدد المنافقين أكثر ويقال أيضا: الأئمة أكثر من 12 ولكن لظهور العزة والرفعة في عهدهم خصهم بذكر عددهم، وإلا فبإمكاننا أن نسمي أكثر من 12 أميرا كان الإسلام عزيزا وظاهرا في عهدهم، وفي خلفاء بني عثمان الذين فتحوا أوروبا كفاية فضلا عمن سبقهم من خلفاء المسلمين، رحمهم الله تعالى.
¥