تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله و الحمد لله، ولا إله إلاّ اللّه،و الله أكبر)) و في حديث آخر: ((أفضل الذكر لا اله إلاّ اللّه)) [61].

و كفّر ابن تيمية كبار الصوفية الإتحاديين القائلين بوحدة الوجود كعمر بن الفارض المصر (ت 632 ه /1234 م، و محي الدين بن عربي الطائي الأندلسي (ت 638 ه/ 1240 م) و قطب الدين بن سبعين الإشبيلي (ت 669 ه/ 1270 م،و عفيف الدين التلمساني (ت 690 ه/ 1291 م)،و عدهم من ملاحدة الإتحادية و جعل كفرهم أظم من كفر اليهود و النصارى.و ابن عربي مع كونه كافر فهو أقرب الإتحاديين إلى الإسلام،لما يوجد في أقواله كثير من الكلام الجيد،و لأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره،بل هو كثير الاضطراب فيه،و الله اعلم بما مات عليه [62].و ذكر ابن تيمية أن الشيخ العز بن عبد السلام كان قد كفر ابن عربي لقوله بقدم العالم، فبل أن يظهر قوله بوحدة الوجود، من أن العالم هو الله، و صورة له؛ و هذا أعظم من كفر القائلين بأزلية الكون. و حكى-أي ابن تيمية- عن نفسه أنه كان ممن يحسن الظن بابن عربي و يعظمه، لما في كتبه من فوائد، كما في الفتوحات المكية، و الدرة الفاخرة. لكنه غير رأيه فيه عندما اطلع على كتابه فصوص الحكم و نحوه، لما فيه من الكفر الباطن و الظاهر، وباطنه أقبح من ظاهره،و هو يمثل مذهب و حدة الوجود [63].

و يستنتج مما ذكرناه عن نقد علماء الحنابلة للتصوف وأهله-خلال القرنين:6 - 7ه/12 - 13م- أنهم وجهوا لهم انتقادات مست منهاجهم و سلوكياتهم، فانتقدوهم في أنهم أقاموا منهجهم على أساس من العاطفة و الإرادة القلبية، و لم يلتزموا بالشرع في تأسيسه و تقويمه، ولم يعطوا للعقل مكانته. و في سلوكياتهم أنكروا عليهم كثرة المظاهر السلبية المنتشرة بينهم، و المخالفة للشرع؛ الأمر الذي فتح مجالا واسعا لكبار علماء الحنابلة، من انتقادهم، و التشهير بهم، كما فعل ابن عقيل،و ابن الجوزي،و ابن تيمية، و هي مجهودات تصب كلها في تيار نشاطهم العلمي النقدي، الذي مس مختلف العلوم النقلية و العقلية و الأدبية.


[1] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 189.
[2] سنذكر بعضها فيما يأتي من هذا المبحث.
[3] ابن تيمية:درء تعارض العقل و النقل ج4 ص: 136.
[4] ابن الجوزي: تلبيس ابليس ص:391.
[5] نفس المصدر ص: 416.
[6] نفس المصدر ص:417.
[7] ابن تيمية:المصدر السابق ج4 ص:136، 137.
[8] ابن الجوزي: المصدر السابق ص:416
[9] ابن تيمية: المصدر السابق ج 4 ص:135.
[10] السبكي: معيد النعم ص: 88.
[11] انظر: ابن هشام: مختصر سيرة ابن هشام ص: 151، 184.
[12] ابن تيمية: المصدر السابق ج 4 ص: 134، 135.
[13] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 415.و ابن مفلح: الأداب الشرعية و المنح المرعية ج 2 ص: 333، 334.
[14] ابن الجوزي: نفس المصدر ص: 359.و صيد الخاطر ص: 339.
[15] نفس المصدر ص: 240، 371 و ما بعدها.و نفسه ص: 25، 27، 412.
[16] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 246.
[17] سماه حقائق التفسير، قال عنه الذهبي: ((أتى فيه بمصائب و تأويلات الباطنية))،و نقل عن الخطيب البغدادي، أن عبد الرحمن السلمي غير ثقة، كان يضع الأحاديث للصوفية. الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 ص: 1046.
[18] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 370.
[19] نفس المصدر ص: 374:
[20] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 186 و ما بعدها.و صيد الخاطر ص: 470.
[21] ابن الجوزي: صيد الخاطر ص: 338، 411.
[22] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 232.
[23] نفس المصدر ص: 172، 173 ن 240.
[24] اليونيني: ذيل مرآة الزمان ج 3 ص: 135.
[25] ابن الجوزي:صيد الخاطر ص: 338.و تلبيس إبليس ص: 214.
[26] ابن الجوزي: تلبيس ص: 215.
[27] ابن الجوزي: نفس المصدر ص: 216.
[28] أبو حامد الغزالي: إحيار علوم الدين ج 1 ص: 61.
[29] السبكي: معيد النعم ص: 125.
[30] انتقل الغزالي إلى التصوف في سنة 486 ه/1093م. أبو بكر بن العربي: العواصم من القواصم ج 2 ص: 30.
[31] القثاء، هو ثمرة يشبه الفقوس. علي بن هادية: قاموس الطلاب الجديد ص: 815.
[32] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 240.
[33] ابن الجوزي: صيد الخاطر ص: 344.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير