ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:58 م]ـ
الحاكم هو الله بالإجماع بعد البعثة ..
قبل البعثة لا حكم بمعنى ترتب الثواب والعقاب عند أهل السنة والجماعة ـ لا في نفس الأمر ـ ...
وعند المعتزلة يترتب الثواب والعقاب وفق مقتضى العقل قبل البعثة ..
لذلك يطبقون على حظر الكبائر ـ فضلا عن الكفر ـ عنهم قبل البعثة ..
أما القائلون بعدم الترتب على التحسين والتقبيح العقلي ـ سواء أثبتوا التحسين والتقبيح في الجملة بمعنى إدراك العقل حسنا وقبحا في الأفعال قبل البعثة كما هو مذهب أهل السنة، أو قالوا إن العقل لا يدرك شيئا من ذلك أصلا كما هو مذهب الأشعرية ـ فلما لم يلزمهم هذا، حصل الاختلاف بيهم في حصول الكبائر والكفر ...
والمجوزون من الأشعرية كالباقلاني وابن فورك الظاهر أن عمدتهم نفي التحسين والتقبيح العقلي مطلقا، فالتزموا أن الشرك والكفر لم يكن قبيحا قبل البعثة، فلا مانع عقليا من تجويزه في حقهم قبل البعثة، وبها ثبت وصف المقبوحية له فامتنع في حقهم ..
أما المانعون منهم، رغم اتفاقهم في الأصل مع المانعين ـ يعني في نفي التحسين والتقبيح العقلي ـ إلا أن المنع عندهم من جهة تفويت حصول المقصود بالبعثة، فإن كل ما من شأنه تفويت حصول المقصود بالرسالة فإنه مناقض لدليل صدق المعجز فيمنعونه، فيقولون كونه كافرا أو فاعل كبيرة قبل البعثة يكون من شأنه ارتفاع الثقة عنه، أو تعييره، فينافي دليل الصدق، فيمتنع ..
لذا منهم من يقول يجوز في حقه الكبيرة على سبيل الندور، ويخفيها عن الخلق، فلا يفتضح بها ..
والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:08 م]ـ
الأخ أبا فاطمة بوركت .. هذا التشنيع الذي يشنع به بعضهم على شيخ الإسلام هو تشنيع قديم ذكره ابن حجر الهيتمي وغيره طعنا منه في ابن تيمية ظلما وبغيا حيث أطلق القول بأن الشيخ رحمه الله يقول بأن الأنبياء غير معصومين.
وقد جمع الشيخ نعمان الألوسي أطراف مسألة العصمة باختصار في جلاء العينين فليراجع من ص 418 إلى ص422
ففيه فوائد عدة.
وتجدر الإشارة أنه قد نقل عن السعد التفتازاني من شرح النسفية قوله: أنهم معصومون عن الكفر قبل الوحي وبعده بالإجماع.أ. هـ
فلا أدري أي إجماع وقد رأيتَ نقل الأخ المكرم فيصل عن الآمدي في الأبكار:بل ولا يمتنع عقلاً إرسال من أسلم بعد كفره، ووافقه عليه أكثر أصحابنا وكثير من المعتزلة.
وقد ذكر الآمدي نحو هذا في الإحكام في مقدمة كلامه عن الأصل الثاني وهو السنة.
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:09 م]ـ
لا أحسب المعتزلة يقولون بجواز الكبائر عليهم قبل البعثة، إلا ما ينسب إلى أبي علي الجبائي ..
يقول القاضي في شرح الأصول الخمسة: " وإذا صح لك ما قلناه، فقد ثبت أنه لا يجوز على الأنبياء الكبيرة لا قبل البعثة ولا بعدها، خلافا لما يقوله أهل الحشو، ويجري في كلام أبي علي في مواضع، فإن له كلامه في المواضع يقتضي أنه يجوز على الأنبياء الكبيرة قبل البعثة، وإن كان لا يجوز بعدها.
فأما الحشوية فقد جوزوا ذلك عليهم في الحالين، ويتمسكون في ذلك بأباطيل لا أصل لها، ......... ،
فمعلوم أن الناس إلى قبول قول الحسن ولم يتدنس عندهم بمعصية قط، اقرب منهم إلى قبول قول الحجاج وكان يرتكب من الفواحش ما يرتكبه.
فإت قيل: إن هذا يوجب عليكم تجويز الكبائر على الأنبياء قبل البعثة، فالمعلوم أن الناس إلى قبول قول الحجاج وقد تاب وأناب و رجع واقلع يكونون أقرب منهم إلى قبول قول الحسن ولم ير قط إلا على صلاح. وجوابنا، أنا لا نسلم ذلك، فإن الطباع على ما ذكرناه قبل، وكيف يمكن ذلك، ... "
573ـ574 مختصرا، طبعة مكتبة وهبة ..
وليراجع كلامه في المغني ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:04 م]ـ
وهذا مختصر جيد لكثير من الأقوال ...
قال المجلسي الرافضي في بحار الأنوار:
"اعلم أن الاختلاف الواقع في هذا الباب بين علماء الفريقين يرجع إلى أقسام أربعة
أحدها: ما يقع في باب العقائد.
وثانيها: ما يقع في التبليغ.
وثالثها: ما يقع في الاَحكام والفتيا.
ورابعها: في أفعالهم وسيرهم عليهم السلام.
قال رحمه الله: فأمّا الكفر والضلال في الاعتقاد:
فقد أجمعت الاُمّة على عصمتهم عنهما قبل النبوة وبعدها.
¥