تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكتاب نسخ بمعرفة سيدة شريفة مصرية اسمها "تقلا" وذلك نحو سنة 325م وقد علق البطريرك كيرلس عليها بخط يده أن هذا التاريخ حسب رأيه صحيحاً والنسخة مكتوبة بالحروف على ورق قسمت صفحاته الى حقلين كل حقل 50 سطرا، ولا تزال هذه النسخة محفوظة بالمتحف البريطاني في لندن وهى مطابقة تماما لما بين أيدينا الآن» 6.

و يقول عنها أيضا اللاهوتي البروتستانتي عوض سمعان: «قارن كثير من العلماء هذه النسخ [يقصد السينائية والفاتيكانية والاسكندرية] بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا، فلم يجدوا اختلافاً في موضوع ما، الأمر الذي يدل على أن حادثة قيامة يسوع من الأموات الواردة بهذا الكتاب حادثة حقيقية» 7.

و أيضاً كتب جرجس دير أروتين عن دقة المخطوطة الفاتيكانية ومطابقتها للكتاب الحالي، قائلا: «مقرر أنه توجد الآن ثلاث نسخ قديمة جداً خُطت من نحو ألف وخمسمائة سنة وهي نسخة طور سينا والنسخة الإسكندرية ونسخة الفاتيكان. فإذا فحصت يا هذا الكتب المقدسة المنتشرة الآن في العالم أجمع تجدها مطابقة لهذه النسخ القديمة. وهذا برهان وافٍ أن الإنجيل الشريف لم يحرف في مدة ألف وخمسمائة سنة كما لم يحرف في السنين الأولى من النصرانية» 8.

و بعد أن عرفنا أهمية هذه المخطوطة، و قرأنا أهميتها في إثبات عصمة و عدم تحريف الكتاب المقدس بل و إستحالة حدوث ذلك أصلا - كما يحاول كل هؤلاء المسيحيين في محاولتهم تثبيت المساكين، سنقوم (بعدِّ شعر الثور) أي بفحص ما في المخطوطة، و لعل هذا الأمر سهل جداً؛ فلن نحتاج إلى مقارنة النصوص مع بعضها بين الكتاب المقدس الحالي والمخطوطة الإسكندرية من أجل تحقيق زيف الادعاء بمطابقتها للكتاب المقدس، بل سنثبت ذلك بمجرد قراءة عناوين الأسفار التي تحتويها تلك المخطوطة. فقد تتفاجأ بوجود رسالة كاملة لا توجد في الكتاب الحالي و هي رسالة إكليمندس الروماني حيث كانت مدرجة كجزء من أسفار العهد الجديد حتى القرن الخامس، و هو ما أكده المفسر الأرثوذوكسي تادرس يعقوب ملطي: «احتلت هذه العظة مع الرسالة الأصلية مركزاً هاماً في الكنيسة الأولى، فجاءتا كملحق للعهد الجديد في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس (القرن الخامس)، كما وردتا في المخطوط السرياني ما بين رسائل البولس والكاثوليكون. بل وجاءتا في القوانين الرسولية كجزء من أسفار العهد الجديد» 9.

لعلك تدرك حجم هذه الشهادة إذا عرفت أن تادرس يعقوب هو واحد من أهم المفسرين المسيحيين الأرثوذكس وذلك لأن تفسيره ليس له بل نقل لشهادة الآباء الأولين ونضيف إلى شهادته شهادة مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصري على أن رسالة إكليمندس كانت تقرأ في الكنائس وكانت ضمن الكتاب المقدس، و هو ما نقله عنه تادرس يعقوب ملطي: «كتب المؤرخ الكنسى يوسابيوس (( Eus: H . E . 3:16 يقول: علمنا أن هذه الرسالة كانت تقرأ جهارا فى الاجتماعات العامة فى العديد من الكنائس سواء فى أيام القدماء أو فى أيامنا» 10.

إلى هنا نكون قد تعرفنا أن هناك رسالة اسمها الرسالة إلى كورنثوس ضمن المخطوطة الإسكندرية، فما النصوص التي تحتويها هذه الرسالة و كانت تعتبرضمن الوحي المقدس ويقرأ على المؤمنين في الكنائس لقرون عديدة كما أرخ لهذا يوسابيوس؟

من العجيب أن نجد أن ما في هذه الرسالة هو دعم لمنهج الاستغباء - محل البحث - بل و تأكيد على أنه كان منهج الكنيسة و آبائها منذ القدم، فنجد القديس إكليمندس الروماني، مؤسساً لعقلية الخرافة، ينقل لنا من خرافات الوثنية قصصاً وهي ضمن الوحي المقدس كما رأينا من كلام الآباء، أصبحت الخرافات وحياً ولا عزاء للأتقياء، وهي قصة العنقاء، التي قال عنها الدكتور اكرام لمعي والأب كرستيان فنسبان: «فونيكس Phoenix: العنقاء: طائر خرافي زُعم أنه يعمر خمسة قرون، ثم يذهب فيموت في محرقة في مصر القديمة، وبعد ثلاثة أيام، ينبعث من رماده لفترة خمسة قرون جديدة. رأى فيه آباء الكنيسة صورة المسيح الذي مات على خشبة ثم قام. تُحفر صورته على قبر، بشكل طائر محاط بهالة، ويرمز إلى الإيمان بقيامة الأموات. . . وهو خليط غريب من فكر وثني ومسيحي في الطير الرائع الذي تنبأ بقيامة يسوع» 11.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير