تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:05 ص]ـ

* فَائِدَةٌ 26: يَرجِعُ كمَالُ الإنْسَانِ إلى أصْلَيْنِ اثنَيْنِ كما ذكَره -ابْنُ تَيْمِيَّةَ وابْنُ الْقَيِّمِ وابْنُ رَجَبٍ وابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي-:

الْأَوَّلُ: تكْمِيلُه لنَفسِهِ بالإِيمَانِ والعَمَلِ الصَّالحِ.

الثَّانِي: تَكْمِيلُهُ لغَيْرِه بالدَّعْوةِ والصَّبرِ.

وقَد ذكَرَ اللهُ جلَّ جلَالُه هاتَيْنِ الدَّرجَتَيْنِ في سُورةِ العَصْرِ؛ فقالَ جلَّ وعلَا في وصْفِ النَّاجِينَ السُّعداءِ: (إِلَّا الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

* وإنَّما رُدَّ الكَمالُ إلى هذيْنِ الأصْلَيْنِ؛ لأنَّ للإنسَان قُوَّتَيْنِ:

1 – الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ: ومَردُّها إلَى العِلْمِ والعمَلِ.

2 – الْقُوَّةُ الْعَمَلِيَّةُ: وَمَرَدُّها إلَى الدَّعوةِ والصَّبْرِ.

* فَائِدَةٌ 27: كلُّ دَعْوةٍ قامَت علَى التَّوحيدِ؛ ظهَرتْ ثِمَارُها وانتفَع النَّاسُ بها، وكلُّ دَعوةٍ لم تَقُم علَى هذا الأصْلِ لم تَجْنِ إلَّا الحَنْظلَ، ولا يزَالُ أتبَاعُها يَجُرُّون أذْيَالَ الخَيْبةِ في الدُّنيَا، ثُمَّ يُرَدُّونَ إلى ربِّهِم يومَ القيَامةِ فيُنبِّئُهم بما كَانُوا يعْمَلُونَ.

* فَائِدَةٌ 28: ذكَرَ ابْنُ سِعْدِيٍّ أنَّ قولَ الْإمَامِ الْمُجَدِّدِ: (بَابُ تَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ) هو عطْفٌ بينَ مُترَادِفَينِ.

ومُرادُه بالتَّرادُفِ هُنا: التَّرادُفُ النَّاقِصُ، الذي يَقعُ فيه اشْتِراكٌ في المَعْنَى بينَ اللَّفظَتَيْنِ، أمَّا التَّرادُفُ الكامِلُ الذِي تكُونُ فيه اللَّفظتَانِ مُتسَاوِيتَيْنِ في الْمَعْنَى مِن كُلِّ وجْهٍ إمَّا نَادرٌ أو معدُومٌ في لسَان العرَبِ؛ لأنَّ العرَب لا تضَعُ اسْمًا لشَيءٍ إلَّا وهيَ تُريدُ منه مَعْنًى لا تُريدُه بالِاسْمِ الآخَرِ.

* وهذهِ القَاعدَةُ نافِعةٌ في بيَان أسْماءِ الله وصِفاتِه؛ لأنَّ مِن النَّاس مَن يُفسِّر الأسْماءَ بَعْضَها ببَعْضٍ، أو الصِّفاتِ بَعضَها ببعْضٍ فَيقَعُ في الغلَطِ في الخبَرِ عن اللهِ سُبحَانهُ وتعَالَى، كمَن يُفسِّر الأسَفَ بالغَضَبِ في قوْلِ اللهِ تعالى: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ)، وهذا لا يكُون أبدًا؛ لأنَّ تَعْدِيدَ الِاسْمَِ أو الصِّفةِ للرَّبِّ عزَّ وجلَّ فيهِ تعْدِيدٌ لكمَالِه، وجَعْلُ الِاسْمِ بمَعْنَى الِاسْمِ، أو الصِّفةِ بمَعْنَى الصِّفةِ، فيه تقْلِيلٌ مِن كمَالِ الرَّبِّ سُبْحانَه وتعَالَى؛ فالغَضَبُ: صِفةٌ، والأَسَفُ: غَضبٌ وزيَادةٌ، ويُعبَّر عنهُ بـ: شِدَّةِ الغَضَبِ.

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:07 ص]ـ

* فَائِدَةٌ 29: قَوْلُ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ: (بَابُ تَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ) هُو مِن عطْفِ الدَّالِّ على المَدْلُولِ؛ فإنَّ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ دَالَّةٌ عَلَى تَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ، وتَفْسِيرُ التَّوْحِيدِ هو مَدْلُولُ هذِه الكَلمَةِ الطَّيِّبةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ.

* فَائِدَةٌ 30: بَوَّبَ الإِمامُ الْمُجِّدُدُ بَابًا قال فِيهِ: (بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ لُبْسُ الْحَلْقَةِ وَالْخَيْطِ وَنَحْوِهِمَا لِرَفْعِ الْبَلَاءِ أَوْ دَفْعِهِ) وآخرَ هُوَ: (بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ).

[والتَّرْجمةُ الأُولَى داخلَةٌ فِي الثَّانِيَةِ، إذِ الأُولَى] اشْتملَت على نَوْعٍ مِن التَّمائمِ؛ ولِانتِشَارِ هذا النَّوعِ وفشُوِّه بينَ النَّاسِ خصَّهُ الْإِمامُ بتَرْجمةٍ مُسْتقِلَّةٍ.

* فَائِدَةٌ 31: الْأَسْبَابُ: الأَشْيَاءُ التِي يُتوَصَّلُ بهَا إلَى الْمَقْصُودِ، وتَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:

1 – الْأَسْبَابُ الشَّرْعِيَّةُ: وَهِيَ التِي عُلِمَ نَفْعُهَا بِطَرِيقِ الشَّرْعِ؛ كالقُرآنِ والعَسَلِ.

2 – الْأَسْبَابُ الْقَدَرِيَّةُ: وَهِيَ التِي عُلِمَ نَفْعُهَا بِطَرِيقِ الْقَدَرِ؛ كمُسهِّلاتِ البَطْنِ ومُسكِّناتِ الصُّدَاعِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير