تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[[تعزية الشيخ الددو لآل الشيخ ابراهيم انياس وأتباع الطريقة التجانية]]

ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:37 م]ـ

تعزية الشيخ الددو لآل الشيخ ابراهيم انياس وأتباع الطريقة التجانية

الحمد لله رب العالمين وأصلي على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قد أتيناكم معزين مهنين واصلين ومحبين ومتواصلين، وليست أول مرة نزور فيها هذه المدينة المباركة، ونعد أنفسنا مع أهلها أينما كنا وأينما كانوا، فكما ذكر الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفنا: "إننا يد واحدة على من سوانا"، ولإن حصلت مصيبة عظيمة لنا وللمسلمين .. فإنه حصلت نعمة أيضا كبيرة علينا وعلى المسلمين، فإن من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل الخلفاء خلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كل مصاب من وراث النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب الله به يستخلف مكانه من يقوم بما كان يفعله ويؤديه كما يؤديه، ولا نقول لربنا إلا ما قال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: "أيمنك لإن أخذت لقد أبقيت ولإن ابتليت لقد عافيت" .. رحم الله شيخنا وبيض وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ونسأل الله أن يكرم مشائخنا الباقين وشيخنا الخليفة وأن يديم نعمتهم وأن يواصل عطاءهم وأن يطيل أعمارهم في طاعة الله وأن يشفيهم من كل داء.

عزاؤنا في كل المصائب مصيبتنا الكبرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الله له (إنك ميت وإنهم ميتون) وقال له: (أفإن مت فهم الخالدون) ومن عزائنا كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة".

فقد جعل الله هنا في هذه المدينة المباركة معدنا من معادن الخير يتوارثه أهله لا ينفد ولا يبلى كلما نفدت طبقة كانت الطبقة التي بعدها أقوى وأنضب وما تتحمله الطبقات السابقة كي يزداد بزيادة أعداد الناس وبزيادة انتشار هذا النور المبارك ..

فالشيخ إبراهيم رحمة الله عليه امتد نوره من الصين شرقا إلى أمريكا غربا وشمالا إلى نهاية أوروبا وجنوبا إلى نهاية استوراليا وجنوب افريقيا ..

ولا يزال طلابه يزدادون وكذلك خلفه، وقد زرت هنا الشيخ الحاج عبد الله رحمة الله، ثم لقيت الشيخ أحمدو رحمة الله عليه، والحمد لله ها أنا ألقى المشايخ وأسر برؤيتهم، فهم خلف عن ذلك السلف المبارك .. نسأل الله أن يمد في أعمارهم وأن يمد في عمر الشيخ التجاني وأن يشفيه من كل داء، وأن يطيل عمره في طاعة الله ..

وتعزيتنا للمسلمين ليس لأهل "المدينة" ولا لأهل هذا المسجد .. تعزيتنا للمسلمين جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع قلوب المسلمين على الحق.

ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أن هذه الأمة مثلها كمثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره، فإذا جاءت مصيبة فإنه يأتي بعدها تشريف كبير وفضل عظيم وقد قال أحد العلماء:

لا تكره المكروه عند حلوله = = إن المكاره لم تزل متباينه

كم نعمة لا تستقل بشكرها = = لله في طي المكاره كامنه.

وفي هذا المكان وهذا المعدن النفيس الذي شرفنا الله به نحن أهل غرب أفريقيا فهذه الطريقة الطريقة التجانية ومجددها في هذا العصر الشيخ إبراهيم رحمة الله عليه نشر الله بها هذا الدين ولها أياد بيضاء على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لا ينكرها ولا يتنكر لها إلا مكابر.

وفضل هذا البلد أيضا حتى في أمور الدنيا على المسلمين فضل عظيم مع أمور الدين فقد صدق في أهل هذه المدينة قول الشاعر:

وفي كل حي قد خطت بنعمة = = فحق لشأس من نداك ذنوب.

ففضلهم سابغ ونعمتهم موفورة نسأل الله أن يتمها وأن يديمها.

وإذا كان هذا في العزاء؛ فنقول أيضا في التهنئة نظير ذلك فإن لله الأمر من قبل ومن بعد، وبيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، ولا يمكن أن يسد باب فتحه فقد قال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) وقد فتح الله هنا بابا للخير للمسلمين جميعا لأبيضهم وأسودهم وافريقيهم واوربيهم وغيرهم ..

وهذا الباب فتحه الله جل جلاله على مصراعيه وسيستمر ذلك إن شاء الله تعالى.

وقد قال زياد الأعجم:

إن المهالب لن يزال لها فتى = = يمري قوادم كل حرب لاقح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير