[هل أجاب شيخ الإسلام عن الرازي في هذا؟]
ـ[سامي علي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:23 م]ـ
قال الرازي في اساس التقديس عند الحديث عن نفي الفوقية: (الفوقية الحاصلة بسبب الجهة ليست صفة المدح) اهـ
وقد ذكر بعضهم أن الحارس قد يكون فوق الأمير في البيت وليس في ذلك مدحٌ للحارس ولا تنقص للأمير.
هل رد على هذا شيخ الإسلام في نقض التأسيس واذا لم يرد فما هو الرد الصحيح على هذا الكلام.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 11 - 10, 09:30 م]ـ
الحمد لله ..
رد الشيخ على كلام قريب من هذا للرازي -سامحه الله- في درء التعارض.
حيث قال الرازي:
(والجواب: قوله: جهة فوق أشرف الجهات خطابي لا يثبت به العقليات) من لباب الأربعين.
قال الشيخ رادا في الدرء 7/ 5 - 7 طبعة رشاد سالم: (الطريق الرابع: أن يقال: قوله (جهة فوق أشرف الجهات خطابي) ليس كذلك وذلك لأنه قد ثبت بصريح المعقول أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله يوصف بالكمال منهما دون النقص فلما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل وصف بالعلم دون الجهل ولما تقابل القدرة والعجز وصف بالقدرة دون العجز ولما تقابل الكلام والبكم وصف بالكلام دون البكم ولما تقابل السمع والبصر والصمم والعمى وصف بالسمع والبصر دون الصمم والعمى ولما تقابل الغنى والفقر وصف بالغنى دون الفقر ولما تقابل الوجود والعدم وصف بالوجود دون العدم ولما تقابل المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة وإذا كان مع المباينة لا يخلو إما أن يكون عاليا على العالم أو مسامتا له وجب أن يوصف بالعلو دون المسامتة فضلا عن السفول
والمنازع يسلم أنه موصوف بعلو المكانة وعلو القهر وعلو المكانة معناه أنه أكمل من العالم وعلوه القهر مضمونه أنه قادر على العالم فإذا كان مباينا للعالم كان من تمام علوه أن يكون فوق العالم لا محاذيا له ولا سافلا عنه ولما كان العلو صفة كمال كان ذلك كم لوازم ذاته فلا يكون مع وجود غيره إلا عاليا عليه لا يكون قط غير عال عليه
كما ثبت في الصحيح الذي في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في دعائه [أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء] الخ كلامه البديع رحمه الله.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:01 م]ـ
قال الرازي في اساس التقديس عند الحديث عن نفي الفوقية: (الفوقية الحاصلة بسبب الجهة ليست صفة المدح) اهـ
وقد ذكر بعضهم أن الحارس قد يكون فوق الأمير في البيت وليس في ذلك مدحٌ للحارس ولا تنقص للأمير.
هل رد على هذا شيخ الإسلام في نقض التأسيس واذا لم يرد فما هو الرد الصحيح على هذا الكلام.
ردود الاشعرية من نوع الشبهات وأحيانا تكون سخيفة. الخلل في نوع القياس و الاجابة في سبب وجود الحارس!
فالحارس قد يكون فوق البيت لحاجة الامير الى حراسة ذلك الحارس. يعني الامير (محتاج) الى الحارس. فهل الله محتاج الى حراسة؟ وهذا بعينه نقص ذاتي للأمير!
فإذا كان الامير محتاج فهو مكره والله ليس مكرها ولا محتاجا حتى نقيس عليه بالعوارض والاقيسة الاشعرية المريضة.
الافضل أن يذهب الاشعري الى الامير ويقول له: هل ترغب أيها الامير (إذا كان غير *محتاج*) في أن يسكن هذا الحارس فوقك أم تحتك؟
أو أن يسأل الامير عن تسكين خادم له هل تريد أن يسكن فوقك أم تحتك؟!
بماذا سيجيب الأمير يا ترى؟ أظنه سيجيب السائل بالسياف!
ثم الله تعالى ليس محاطا في مكان يسكن فيه سبحانه مثل الامير المحاط بحيطان قصره حتى يقاس بقياس قصر الامير وفوق سطحه الحارس. فهذا خلل في القياس.
فالجهة العليا في نفسها شرف مجمع عليه عند كل العقلاء. ومن جادل في ذلك كمن يقول أن منصب الامير ليس فيه شرف لأن كل أمير محتاج إلى أن يتغوط!
الاشعري مثل السارق. يدخل من السور أو النافذة لكن ذلك لا يجعل السور بوابة أو النافذة بابا.
البوابة تبقى للشرف والشرفاء و السور للنقص والحقراء!!
هذا والله أعلم
ـ[سامي علي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على النقل
أخي الفاضل أبو نسيبة
جزيت خيراً على التوضيح في مسألة القياس، لكن ما الذي يدل على أن جلوس الشخص في الطابق العاشر أكمل وأفضل من جلوس آخر في الطابق الخامس مثلاً؟
ـ[أزهر الهند]ــــــــ[24 - 11 - 10, 05:38 م]ـ
ثبت بصريح المعقول أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله يوصف بالكمال منهما دون النقص [/ SIZE][/SIZE]
هذه القاعدة ليست منضبطة , فليس كل ما نظنه كمالا يجب إثباته لله تعالى , فذو الساقين أكمل من ذي ساق واحد , والفحولة كمال في مقابلة العنة , وصاحب الزوجة أكمل من الأعزب , ولا يقول مسلم أن الكمال في هذه الأمثلة ثابت لله عز وجل. فينبغي تقييد القاعدة بأن كل ما هو ثابت لله تعالى فهو صفة كمال , وضده أو نقيضه صفة نقص.
لكن يبقى إشكال الرازي على هذا واردا.
¥