تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الحسن البصرى تفقدوا الحلاوة فى ثلاثة أشياء: فى الصلاة وفى الذكر وفى قراءة القران فان وجدتم والافاعلموا ان الباب مغلق

ومن هذه العلامات ايضا: شعور صاحبه بالقرب الحقيقى من الله عز وجل -ويظهرذلك فى دعائه ومناجاته ... ويزداد هذا القرب يوما بعد يوما حتى يصل الى درجة الانس به سبحانه والتلذذ بمناجاته وترقب اوقات الخلوة.

يقول ابن القيم: اعلم ان القلب اذا خلا من الاهتمام بالدنيا والتعلق بما فيها من مال او رياسة او سورة وتعلق بالاخرة والاهتمام بها من تحصيل العدة والتأهب للقدوم على الله عز وجل - فذلك اول فتوحه وتباشير فجره فعند ذلك يتحرك قلبه لمعرفة مايرضى ربه منه فيفعله ويتقرب به اليه وما يسخطه فيجتنبه وهذا عنوان صدق ارادته فاذا تمكن من ذلك فتح له باب الانس بالخلوة والوحدة والاماكن الخالية التى تهدا فيها الاصوات والحركات فلا شئ اشوق اليه من ذلك فانها تجمع عليه قوى قلبه وارادته

وتسد عليه الابواب التى تفرق همه وتشتت قلبه فيأنس بها ويستوحش من الخلق .. ثم يفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها ويجد فيها من اللذة والراحة .. أضعاف ما كان يجده فى لذة اللهو واللعب ونيل الشهوات بحيث انه دخل فى الصلاة .. ود ان لا يخرج منها

ثم يفتح له باب حلاوة استماع كلام الله فلا يشبع منه واذا سمعه هدا قلبه به كما

يهدا الصبى اذا اعطى ما هو شديد المحبة له

فهذه وغيرها علامات لعودة الحياة الى القلب جاء ذكر - كما رأينا - فى القران وفى سنة الرسول الله

وتبقى نقطة جديرة بالملاحظة وهى: اننا وان لم نشعر بمثل هذه العلامات فليس معنى هذا اننا لسنا مؤمنين فالايمان موجود - بفضل الله - فى قلوبنا بل وتاتى على البعض منا لحظات يشعر فيها بقرب حقيقى من الله الا ان هذه اللحظات لا تستمر طويلا وهذا مما يؤكد ضرورة المضى قدما فى طريق هذه التربية لعلنا نصل من خلالها الى اليقظة المستمرة لقلوبنا

يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

ان الذى لا يحمل قلبا حيا يقظا قد يتاثر بالطاعات والعبادات وبخاصة عند ادائها فى اجواء معينة - كرمضان والعمرة والحج - وقد يشعر فى هذه الاوقات بلذة وراحة وسعادة ولكنه تأثر وقتى سرعان ما يزول بعد الدخول فى دوامة الحياة ويمكن ان نشبهه بالنائم المستغرق فى نومه والذى قد ينتبه منه نتيجة تعرضه لمؤثر خارجى مفاجئ فيفيق لحظات ثم ما يلبث ان يعود لنومه اما صاحب القلب الحى فهو دائم اليقظة والانتباه ... وهذا هو

مستهدف هذه الرحلة

مقتطفات من كتاب (الايمان اولا) للشيخ الدكتور/ مجدي الهلالي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير