تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[«رفض» الخرافة «وشيعة» الدجال (الشيخ: عبدالعزيز آل عبداللطيف)]

ـ[أبو علي القحطاني]ــــــــ[06 - 12 - 10, 09:11 م]ـ

ساق آية الله البرقعي حكايةً واقعيةً فقال: (ذهبتْ ناقةٌ داخل صحن الإمام الرضا في مشهد خرسان فأحاطها الناس، وأحدثوا صخباً، وقالوا: إن الناقة أتت لزيارة الإمام، وبدؤوا يجزُّون شعرها تبرُّكاً بها، وآذوها بذلك حتى ماتت.

وبعد ذلك جاء أحد علماء الشيعة ومجتهديهم إلى بيتي وسألني: ماذا تقول في هذه المعجزة وأن الناقة أتت إلى الزيارة؛ هل تنكر ذلك؟ فسألتُه: لماذا تراها أتت تلك الناقة بالذات ولم تأتِ غيرُها؟ هنا أجابني ذلك المجتهد: إن هذه الناقة كانت شيعية، وبقيَّة النوق سنِّية) [1].

ولئن كانت هذه الواقعة تكشف عن خَواء الوجدان والإيمان عند الرافضة؛ إذ جانبوا الإيمان والتقوى، فحُرمُوا ولاية الله - تعالى - وأجدبوا من كرامات الأولياء والصالحين؛ ولذا هوَّلوا من شأن هذه الناقة (المنكوبة بغلوهم وتبرُّكهم)، وقد أبان ابن تيمية - رحمه الله - عن ذلك بقوله: (لكن الرافضة لجهلهم وظلمهم وبُعدهم عن طريق أولياء الله، ليس لهم من كرامات الأولياء المتقين ما يُعتدُّ به؛ فهم لإفلاسهم منها إذا سمعوا شيئاً من خوارق العادات عظَّموه تعظيم المفلس للقليل من النقد، والجائع للكسرة من الخبز) [2].

لئن كان الأمر كذلك، فإن الأشنع من ذلك كله، هو أن مذهب الرافضة لا يروج إلا بالأساطير والأوهام، والخرافات والأكاذيب؛ فهم مولعون بالأفك والبهتان، وإنكار الضروريات والقطعيات؛ فيكذِّبون النقول الصحيحة، ويصادمون العقول الصريحة، ويناقضون الفطر السويَّة؛ (فالقوم من أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في العقليات، ويصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذِّبون بالمعلوم من الاضطرار المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلاً بعد جيل) [3]

وشغب الرافضة لا ينقضي، ونزقهم وفجورهم في الخصومة فوق الحسبان؛ لا سيما في هذه الأزمان، ولا ريب أن مدافعتهم ومجالدتهم من أجلِّ القربات وأنفع الطاعات؛ إلا أن آكد أوجه المدافعة وأنكاها: كشف عوار أصل الإمامة وبيان تناقضه وتهافته؛ فالإمامة أهم أصول الرافضة؛ (فهي الأصل الذي تدور عليه أحاديثهم، وترجع إليه عقائدهم، وتلمس أثره في فقههم وأصولهم، وتفاسيرهم وسائر علومهم) [4].

فسراب الإمام الغائب المعدوم هو دين القوم المتهافت، وسعيهم الكادح، وهو الذي أفسد دينهم، وطمس عقولهم، واستنزف أموالهم.

وإذا تبيَّن أهمية نقض هذا الأصل، فلا يصلح أن تُبَعثَر جهود أهل السُّنة تجاه الرافضة في الانهماك في مدافعة جزئيات متفرقة أو مسائل متعددة.

وقد فطن علماؤنا إلى نقض هذا الأصل ونسفه، وتنوَّعت أساليبهم في هذا الشأن.

فمما حرره القاضي أبو يعلى في بطلان (الإمامة) قوله: (الإمام منصوب للذبِّ عن حريم المسلمين، ولينصر الحق، ويدفع الباطل، وينتصف المظلوم من الظالم، ويبيِّن الحلال من الحرام، ويقاتل عن دين الله، ويقيم الناس على الطريقة المستقيمة، وهذه المعاني معدومة في المعدوم الذي لا يوجد في بَرٍّ ولا بحر، ولا سهل ولا جبل. ولأن هذه الطائفة تقول:

إنَّ أحداً لا يعرف حقيقة دينه إلا بأن يأخذه من إمامه، ولو كان كذلك لم يُحجَب عنهم؛ لأن في ذلك تكليف ما لا يطاق؛ لأنه كلَّفهم الاقتداء بمن قد أحال بينهم وبينه من غير دليل.

وما هم في دعواهم (إمامة الغائب المعدوم) إلا كقول بعض الصبيان:

زعم الزاعم في بلدتنا ** جمل في كوَّة البيت دخلْ

قلت: لا أعلم ما بلدتكم ** هذه الكوَّة فادخل يا جملْ» [5]

وأورد ابن حزم اضطراب الرافضة في شأن الإمام المعدوم، ثم قال: (وكل هذا هَوَس، ولم يُعقِب الحسن [6] المذكور لا ذكراً ولا أنثى، فهذا أول نَوْك (حمق) الشيعة، ومفتاح عظيماتهم، وأخفُّها، وإن كانت مهلكة) [7].

وناظر ابنُ تيمية أحد شيوخ الرافضة بشأن الإمامة، فكان مما سطَّره ما يلي: (قلتُ له: فأنا وأنت طالبان للعلم والحق، وهم يقولون: من لم يؤمن بالمنتظر فهو كافر؛ فهذا المنتظر: هل رأيته؟ أو رأيتَ من رآه؟ أو تعرف شيئاً من كلامه الذي قاله هو؟ أو ما أمر به أو ما نهى عنه مأخوذاً كما يؤخذ عن الأئمة؟ قال: لا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير