كلام أُشكل عليّ للشيخ صالح آل شيخ
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[10 - 12 - 10, 07:32 م]ـ
في الدرس الثاني من شرح كتاب التوحيد على موقع طريق الإسلام , يقول الشيخ شارحا حديث النبي صلى الله عليه و سلم " .... و من لقيه يشرك به شيئا دخل النار "
" هل يدخل الشرك الأصغر في الموازنة أم لا؟ ذكرت لك في أول الدرس أن الشرك الأصغر يدخل في الموازنة؛ موازنة الحسنات والسيئات، وأنه إذا رَجَحت حسناته أنه لا يعذَّب على الشرك الأصغر؛ لكن هذا ليس في كل الخلق؛ لكن منهم من يعذب على الشرك الأصغر لأن الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست في كل الخَلْق وليست في كل الذنوب؛ بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار ولو رَجَحت الحسنات على السيِّئات، فإنه يستوجب الجنة ولكن لابد من أن يطهَّر في النار. "
ما الدليل على هذا الكلام جزاكم الله خيرا!
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[11 - 12 - 10, 12:54 م]ـ
هل من مجيب؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 06:21 م]ـ
الذي يظهر لي أن كلام الشيخ ليس مخصوصا بذنب معين أو جنس معين من الذنوب ليطالب بدليل خاص ..
قضية كلام الشيخ أنه لابد من إنفاذ الوعيد في جنس العصاة ..
وعلى ذلك فليس كل العصاة تذهب سيئاتهم المستوجبة للعقوية بزيادة الحسنات، بل يكون من الخلق من تفضل حسناته على سيئاته وينفذ فيه الوعيد على ذنبه، سواء أكان سرقة أو قتلا أو قطيعة رحم إلخ ...
وذلك راجع لمشيئته تبارك وتعالى، التي لا تنفك عنها حكمته ورحمته ...
فالشرك الأصغر داخل من جنس ذلك الذنب الذي قد يعذب عليه وقد لا يعذب عليه، ولكن من حيث الجملة فإن الوعيد ينفذ في بعض المتلبسين به ..
وهذا على مذهب الشيخ في أن الشرك الأصغر من جملة الذنوب التي هي تحت المشيئة ...
ومن أهل العلم من يرى الشرك الأصغر ليس داخلا تحت المشيئة، فيجب إنفاذ العقوبة، لعموم الأدلة فيه ..
وهي مسألة مناقشة ..
والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:21 م]ـ
إذا استنثينا مسألة الشرك فإنه من ثقلت موازينه ورجحت حسناته وفضلت عن سيئاته فإنه ناج من أهل الثواب لا يعذب ولا يجوز القول بأن بعض الموحدين ترجح حسناتهم ومع ذلك فإنهم يعذبون على ذنوبهم بدعوى صدق إنفاذ الوعيد في بعض الخلق.
وهذا هو قول أهل السنة والجماعة.
قال العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين:
الطبقةالحادية عشرة
طبقة أقوام خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فعملوا حسنات وكبائر ولقوا الله مصرين عليها غير تائبين منها لكن حسناتهم أغلب من سيئاتهم فإذا وزنت بها ورجحت كفة الحسنات فهؤلاء أيضا ناجون فائزون قال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون قال حذيفة وعبدالله بن مسعود وغيرهما من الصحابة يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف فمن رجحت حسناته على سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته بواحدة دخل النار ومن استوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله عن:
رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَعْمَلُ عَمَلًا يَسْتَوْجِبُ أَنْ يُبْنَى لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَيُغْرَسُ لَهُ غِرَاسٌ بِاسْمِهِ. ثُمَّ يَعْمَلُ ذُنُوبًا يَسْتَوْجِبُ بِهَا النَّارَ فَإِذَا دَخَلَ النَّارَ كَيْفَ يَكُونُ اسْمُهُ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ فِي النَّارِ.
فَأَجَابَ:
إنْ تَابَ عَنْ ذُنُوبِهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ وَلَا يَحْرِمُهُ مَا كَانَ وَعَدَهُ؛ بَلْ يُعْطِيه ذَلِكَ. وَإِنْ لَمْ يَتُبْ وُزِنَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ فَإِنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الثَّوَابِ وَإِنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الْعَذَابِ. وَمَا أُعِدَّ لَهُ مِنْ الثَّوَابِ يُحْبَطُ حِينَئِذٍ بِالسَّيِّئَاتِ الَّتِي زَادَتْ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَمَا أَنَّهُ إذَا عَمِلَ سَيِّئَاتٍ اسْتَحَقَّ بِهَا النَّارَ ثُمَّ عَمِلَ بَعْدَهَا حَسَنَاتٍ: تَذْهَبُ السَّيِّئَاتُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وهذا الموافق لصريح القرآن والسنة.
وأما صدق إنفاذ الوعيد في جنس العصاة فهو لا شك حاصل وكائن لكن لا يجوز حمله ألبتة على من رجحت حسناته بل يحمل على قوم عصاة رجحت سيئاتهم على حسناتهم.
وإذا كان أهل الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم -على القول الصحيح- لا يجوز القول بأنهم يعذبون على ذنوبهم ,, فمن باب أولى من رجحت حسناته.
وبهذا يتبين أن من رجحت حسناته على سيئاته كان من أهل السعادة والنعيم نسأل الله من فضله.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:04 م]ـ
نعم هذا خطأ،،
بارك الله فيك ..
ويبقى النظر في كلام الشيخ ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:36 م]ـ
لم أجد حلا للإشكال بعد التأمل في كلام الشيخ حفظه الله ..
فهنا أمران لا ثالث لهما:
إما أن يقال: إن الشرك الأصغر لا يغفر بل يعذب به صاحبه ولا يدخل في الموازنة أصلا .. وقد أشار شيخ الإسلام إلى مثل هذا في الرد على البكري فقال: وقد يقال الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر و لا أصغر على مقتضى عموم القرآن و إن كان صاحب الشرك الأصغر يموت مسلما لكن شركه لا يغفر له بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة.
وإما أن يقال: إن الشرك الأصغر من جنس الذنوب الداخلة في الموازنة مع الحسنات, وحينئذ فإن رجحت كفة الحسنات فهو من أهل الثواب والنعيم بلا سابقة عذاب في جهنم.
والشيخ أراد أن يوفق بين القولين وهذا المشكل.
¥