تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إمامته وفضله]

ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:13 ص]ـ

أبو بكر الصديق رضي الله عنه

إمامته، وفضله

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70 - 71)

أما بعد: فإن الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة هم الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه، تشهد بذلك أفعالهم وتنطق به آثارهم.

وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، أفضل الصحابة على الإطلاق، وأول من أسلم من الرجال. كثرت النصوص في فضله وإمامته وإيمانه وتبشيره بالجنة، وكان أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قدمه ليصلي بالمسلمين في مرض موته، وأمره أن يحج بالناس سنة ثمان، وألمح بخلافته من بعده في غيرما حديث. وله من المناقب والفضائل ما يصعب حصرها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي أبا بكر وعمر).

أما وصفه بالصديق فقد ثبت له هذا الاسم بالدلائل الكثيرة، وبالتواتر الضروري عند الخاص والعام، ووصفه به النبي r في الحديث الذي في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد رسول الله r أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: (اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).

وفي صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «كنت جالسًا عند النبي r إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي r: أما صاحبكم فقد غامر فسلم، وقال: يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثًا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ قالوا: لا. فأتى النبي r فسلم عليه فجعل وجه رسول الله r يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثى على ركبتيه فقال يا رسول الله: والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي r: « إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين. فما أوذي بعدها».

إن أبا بكر أول من دعا إلى الله، وكان له قدر عند قريش لما فيه من المحاسن، فجعل يدعو الناس إلى الإسلام من وثق به، فأسلم على يديه أكابر أهل الشورى: عثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة. وكان يخرج مع النبي r يدعو معه الكفار إلى الإسلام في المواسم ويعاونه معاونة عظيمة في الدعوة.

وأبو بكر أول من بذل ماله لنصرة الإسلام فقد روى الإمام أحمد، بسنده، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. فبكى أبو بكر، وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله»

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير