تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإنفاق أبي بكر لم يكن نفقة على النبي r في طعامه وكسوته فإن الله أغنى نبيه عن مال الخلق أجمعين؛ بل كان معونة له على إقامة الإيمان. وكان إنفاقه في أول الإسلام لتخليص من آمن والكفار يؤذونه أو يريدون قتله مثل اشترائه سبعة كانوا يعذبون في الله، منهم بلال، حتى قال عمر رضي الله عنه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالاً.

وفي الترمذي وسنن أبي داود عن عمر رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله r أن نتصدق فوافق ذلك مني مالاً، فقال النبي r: ما أبقيت لأهلك؟ فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت لا أسابقه إلى شيء أبدًا»

وأبو بكر هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته، قال الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)

و الصديق أتقى الأمة بالكتاب والسنة، قال تعالى:} وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى {

ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في بي بكر.

لقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر بكمال الإيمان، ففي الصحيحين عن النبي r أنه قال: «بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها التفتت إليه فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكن إنما خلقت للحرث. فقال الناس: سبحان الله تعجبًا، وفزعًا بقرة تتكلم؟ فقال رسول الله r: بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري. فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله r: فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثمَّ).

وأبو بكر أحب الخلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: «أن النبي r بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. فقلت ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خطب النبي r فقال: «إن الله سبحانه خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. فبكى أبو بكر. فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. قال: فكان رسول الله r هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال: يا أبا بكر لا تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، ولا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر»

وكان رضي الله عنه من أعظم المسلمين رعاية لحق قرابة رسول الله r وأهل بيته، فإن كمال محبته للنبي r أوجب سراية الحب لأهل بيته، إذ كانت رعاية أهل بيته مما أمر الله ورسوله به، وفي الصحيح أنه خطب أصحابه بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: «اذكركم الله في أهل بيتي». وفي السنن أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي». وكان الصديق رضي الله عنه يقول: ارقبوا محمدًا في أهل بيته». رواه البخاري وقال: «والله لقرابةُ رسول الله r أحبُ إلي أن أصل من قرابتي».

إن المروي في فضائل الصديق في السنة من الكثرة بمكان، فمنها ما اجتمع في أبي بكر في يوم واحد ففي الصحيح أن النبي r قال لأصحابه: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ فقال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا. قال: هل فيكم من عاد مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: هل فيكم من تصدق بصدقة؟ فقال أبو بكر أنا. قال ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة»

ومنها أن أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم روى أبو داود في سننه «أن النبي r قال لأبي بكر: أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي»

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير