فقال الحافظ ابن حجر في الفتح: " واستدل الخطابي بهذا الحديث على أن أصحاب سليمان كانوا يرون الجن في أشكالهم وهيئتهم حال تصرفهم، قال وأما قوله تعالى إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فالمراد الأكثر الأغلب من أحوال بني آدم؛ وتعقب بأن نفى رؤية الإنس للجن على هيئتهم ليس بقاطع من الآية بل ظاهرها أنه ممكن فإن نفى رؤيتنا إياهم مقيد بحال رؤيتهم لنا ولا ينفي إمكان رؤيتنا لهم في غير تلك الحالة ويحتمل العموم وهذا الذي فهمه أكثر العلماء حتى قال الشافعي من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته واستدل بهذه الآية والله أعلم".
وقال بعض الشراح أن الجن كانوا يتراءون للناس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل النبوة، ولكن بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ما ظهروا لأحد.
وقال بعضهم حينما تعرض للحديث عن خصائص العين البشرية: (والعين لها قُدرة معينة على الإبصار فهى ترى لمسافة محددة طالت أم قصرت لكنها لا تستطيع أن ترى ماوراء الجدار مثلاً أو ماخلف الأشياء ولا من خلال الأشياء، وكذلك هى أيضاً لا ترى أحياناً ماهو موجود أمامها من الأشياء ولا تستطيع إدراكه وذلك مثل رؤية الجن، فالعين البشرية لا يمكنها هذا فى حين أن الجن يمكنه هذا قال تعالى {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} الأعراف 27 وذلك لحكمة يعلمها ربى الحكيم العليم الخبير اللطيف سبحانه جل فى عُلاه.
وقال العيني في العمدة: " قال ابن بطال رؤية النبي للعفريت هو مما خُصَّ به، كما خُصَّ برؤية الملائكة، وقد أخبر أن جبريل له ستمائة جناح، ورأى النبي الشيطان في هذه الليلة وأقدره الله عليه لتجسمه؛ لأن الأجسام ممكن القدرة عليها؛ ولكنه ألقى في روعه ما وهب سليمان فلم ينفذ ما قوي عليه من حبسه رغبة عما أراد سليمان الانفراد به وحرصا على إجابة الله تعالى دعوته.
وأما غير النبي من الناس فلا يمكن منه ولا يرى أحد الشيطان على صورته غيره لقوله تعالى إنه يراكم هو وقبيله ... (الأعراف 72) الآية، لكنه يراه سائر الناس إذا تشكل في غير شكله كما تشكل الذي طعنه الأنصاري حين وجده في بيته على صورة حية فقتله فمات الرجل به فبين النبي ذلك بقوله إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئا فاذنوه ثلاثا فإن بدا لكم فاقتلوه ... ".
قلت: والذي أراه أننا لانستطيع رؤيتهم لعموم الآية الكريمة، ولانتفاء دليل الجواز والامكان وعدم ورود ولو قصة عن السلف الصالح تثبت الرؤية - بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم -. والأقوال السابقة كلها قائمة على الاحتمال،فإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال.والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 02:57 م]ـ
ماهو معلم بالأحمر هل هو عن رؤية الجن للأنس أو رؤية الأنس للجن؟!
يبدو لي أن القصد هو رؤية الشياطين والجن للأنس، فالجن ترى بني آدم لكن العكس غير صحيح
النص المنقول كله مشكول,,والفاعل مؤخر والمفعول مقدم , فالرائي هم الإنس لا الجن.