فإن تجاوزنا عما يلزمك من هذه الشتاعات وسلمنا بقولك أنه يجوز في لغة العرب تفسير اللفظ بلازمه قلنا لك طيب ما المانع أن يقال مثل ذلك في اليد والقدم وغيرهما من الصفات الذاتية فهي صفة ذات خلق الله بها أدم وهي صفة ويقبض بها سبحانه ويبسط كما أن العلم صفة ينكشف بها المعلوم والقدرة صفة يوجد بها الله سبحانه وتعالى الممكنات من العدم والإرادة صفة يخصص الله سبحانه بها الممكنات وهكذا جميعها تفسرونها بالأثر واللازم مع قولك أن هذا يجوز في لغة العرب!!!
فإن قلت اليد في لغة العرب هي ا لجارحة
قلت لك والعلم في لغة العرب هو انكشاف المعلوم للعالم على ما هو عليه في الخارج
والإرادة في لغة العرب هي الميل
والسمع في لغة العرب هو حاسة الأذن
والبصر في لغة العرب هي خاصة الإبصار وهكذا ... !!
فإن قلت لا مقارنة ولا نسبة بين الانكشافين والإرادتين ووووو ... أقول لك فمن قال منا أن ثمة نسبة أو مقارنة بين ما نثبته للخالق جل وعلا من الصفات مما هو ثابت مثلها للمخلوق؟!
فإن قلت لي انت رجل قياس قلت لك وأنت رجل متناقض!!!
فأن العلم والقدرة والإرادة وغيرها مما تثبتونه وما تنفونه عن الله سبحانه إما أن يكون على حسب ما نفهمه من لغة الخطاب وإما أن لكم لغة أخرى غير لغة العرب التي نزلت بها هذه الصفات فيسقط الكلام معكم حتى تتعلمون لغة القرآن!
فنحن نثبت حقائق هذه الصفات لله سبحانه وتعالى على ما فهمناه من لغة العرب وعلى ما يليق به سبحانه فإذا تعلق المعنى بالحقيقة الذاتية للصفة التي هي الكيفية فلا نتجاوز ما جاء في الأثر ولا يعني ذلك الخروج عما جاء في لغة العرب بحال ولا أننا لا نعلم معناها. بل بعضها معنا معلوم مفسر وبعضها يتعلق معناه بكيفيته وحقيقته فنثبته على ما جاء به الأثر ونعرفه بما أخبر الله سبحانه وتعالى عنه.
فاليد مثلا في كتب اللغة لما كانت تستعمل غالبا في يد الإنسان فسرت بالمشهور من الاستخدام ولا يزعم عاقل بأن ما جاء في معنى اليد هو الاستخدام الوحيد لها عند العرب والتفسير بالجارحة ليس هو المعنى الحقيقي لليد لا وضعا ولا اشتقاقا بل هي لازمها وأثرها فتنبه!
فإذا جاز في اللغة أن يفسر اللفظ بلازمة وأنت تقر ذلك وتقرره فما الإشكال في إثبات اليد والقدم وغيرها من الصفات الذاتية له سبحانه إما بمعناها الصريح في اللغة وإما بلازمها إن كان تفسيره يتوقف على معرفة الحقيقة والكيفية وكل ذلك على ما يليق به سبحانه؟
أنت يا عزيزي بلال تتناقض وتغالط وتسيء الفهم!!!
فما قلته في صفة العلم يجب أن تقوله في جميع الصفات التي تؤولها أو تفوضها لان بابها واحد! وإلا فأنت متناقض
وما ذكرته في تفسير العلم بلازمة ولم يمنعك هذا من أن تقول أنك مثبت يقال مثله في جميع الصفات التي يثبتها أهل الإثبات من أهل السنة وسلف الأمة!
وما تدعيه من إننا نثبت الصفات على وفق ما جاء في اللغة وهذا يلزم من تفسيرها على وفق ما هي عند المخلوقات فأنت إما مغالط أو سيء الفهم لنا!
فإن كنت تسمي هذا هروبا فلا تهرب أنت وفسر لنا الصفات التي تثبتها على أي لغة شئت!
وآمل أن لا تكثر من العجب والعجب فأنا لا أحب ذلك. وإن كنت لا تريد الرد فلا باس. فأنا أكتب بداية للقارئ لعله يتأمل هذا الكلام البسيط فيوفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه
والله الموفق " ا. هـ مقتبس من مشاركة للاخ: عبد العزيز جود فرحاني
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا النقل القيم الماتع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 08:37 م]ـ
وجزاكم الله بمثله أخي الفاضل أبا معاذ الأثري
ومن المفيد جمع الفوائد في مكان واحد:
أوليس الظاهر المتبادر من اليد هو الجارحة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_12.html)