تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عائدية ضمائر الجمع في القران ولماذا استخدم الله تعالى ضمائر الجمع للاشاره اليه تعالى]

ـ[عبد الله عبد الرحمن العراقي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 01:26 ص]ـ

هذا بحث مفصّل عن عائدية ضمائر الجمع في القران ولماذا استخدم الله تعالى ضمائر الجمع للاشاره اليه تعالى.

أن الذي دفعني الى هذا البحث هو ظهور بعض المقالات والاراء في بعض الكتب وعلى الانترنت من متخصصين وبحّاثه مسلمين تظن (بسبب ايمانها المتطرّف بالمنهج اللفظي) ان هناك ماسموه تاثير الراوي في كثير من ايات القران و هو من الملاك او الملائكه اوان الكثير من ايات القران هي من قول الملائكه او من قول الملاك الرسول او ان القران قول الله تعالى ولكن الملاك الرسول هو الذي صاغه الى العربيه بعد ان كان بشكل ثاني عند الله تعالى. او قولهم ان الضمير "نا" او اساليب الجمع تشير الى الله والملائكه معا في نفس الوقت. ولو تدبّر القاريء جيدا لوجد ان الضمائر في القران تكون اما لله او لغير الله ولايمكن ان يشير اليهما بنفس الضمير في نفس الوقت. كما انه لا وجود لما سمّوه بتاثير الراوي (او جبريل ع) باي شكل من الاشكال في القران انما الملاك رسول حامل للرساله وهو مكلف بايصالها كما هي بدون تغيير (مطاع ثمّ امين). ان القران هو كلام الله وان أي اختراع لالفاظ جديده وافكار جديده في اصل الدين هو من الاوهام.

والله هو العالم والموفق والهادي الى الصراط المستقيم. اللهم اهدني واهد بي ولا تضلني أو تُضل بي انك سميع مجيب. الحمد لله رب العالمين

القسم الاول

في القسم الاول والثاني سوف نرى ان اكثر الايات فيها من الملك والقوه والعظمه والعزّه والرفعه بحيث انه لايمكن لمسلم عارف بملّة الاسلام ان ينسب ضمير الجمع فيها لغير الله. ان ذكر بعض الكلمات بضمير المتكلم المفرد ثم اتباعها بضمير المتكلم للجمع نا في نفس الايه يوحي ان كلا الضميرين المراد بهما هو الله تعالى. كما ان التحوّل من ضمير الجمع نا الى اسم الله في نفس الايه هو خاصيه من خواص الخطاب القراني. فالخطاب القراني هو من الله موجّه الينا لكي نهدى به وهويختلف عن كل خطاباتنا البشريه والتي هي من انسان محدود الى انسان محدود فلا تشبه الخطاب الالهي (الذي هو من مطلق في الزمان والمكان والقوه وفي كل شيء الى الانسان المحدود في كل شيء) ولايصح بذلك قياسه عليها بحيث يقول بعض الناس: كيف يتحول الخطاب من ضمير الجمع نا الى اسم الله فجأة او من الغائب الى الحاضر اثناء كلامه تعالى، اذن يجب ان يكون المتكلم هو الملائكه او في بعض الاحيان الضمير لله مع الملائكه! وهذا غير صحيح لانهم ظنوا ان اساليب الخطاب الالهي هي كاساليب الخطاب الانساني وهذا واضح الغلط وهم يفكرون باتجاه واحد وهو الاتجاه اللفظي فقط. فالله موجود في كل زمان وموجود في كل مكان في نفس الوقت وهو خالق كل شيء ويظهر في كل مكان في نفس الوقت فما من شيء الا و قدخلقه الله تعالى افلا يستحق ان يشير الى نفسه بضمير الجمع "نا"؟. فهو خالق كل شيء (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) من الايه 102 الانعام وقال (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) وقال (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ).

لقد بحثت في القران فوجدت انه فيكل القران يكون الأمر بالدعاء او الأمر بالذكر او الأمر بالعباده او الأمر بالاتقاء (او التقوى) او الأمر بالخشيه او الأمر بالخوف او الأمر بالرهبه او ابتغاء وجهه او ارادة الوجه او ابتغاء مرضاته او اسلام الوجه له تعالى فانه دائما ياتي بصيغة المفرد ولم يرد ولا مره واحده في القران بصيغة الجمع او مشيرا الى الجمع ذلك لأهمية هذه الامور في التوحيد له تقدّست اسماءه. والان لناتي الى الايات التاليه والتي يتبدّل الظمير فيها من المفرد الى الجمع اوبالعكس مما يدل على انها كلها تعود الى الله تعالى:

-وَ لَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعينَ (من مع الله يستطيع ان يقول هذا الكلام ويجمع مشيئته مع الله؟: شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها؟! طبعا لا احد و لا حتى الملائكه، ثم لاحظ كيف قال في نفس الايه لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي بضمير المفرد)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير