(فَإِنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى وَأَمَرَهُ بِلَا وَاسِطَةٍ وَكَذَلِكَ كَلَّمَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَكَذَلِكَ كَلَّمَ آدَمَ وَأَمَرَهُ بِلَا وَاسِطَةٍ)
وجدت الآن هذا الكلام لابن عثيمين في شرح السفارينية
(والدليل على أنه أفضل الرسل:
أولا: أن الله تبارك وتعالى قال: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنَّه قال أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} (آل عمران 81)،هذه الآية نص صريح في أن محمدًا صلى الله عليه وسلم إمام الأنبياء وأنه يجب عليهم إتباعه،
لأن الذي جاء مصدقا لما معهم هو الرسول عليه الصلاة والسلام،
كما قال الله تبارك وتعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه} (المائدة 48)،
ثانيا: أنه في ليلة المعراج لما صلى الأنبياء من كان إمامهم؟
كان إمامهم محمدًا صلى الله عليه وسلم فهو صفوة الصفوة عليه الصلاة والسلام، ولهذا نقول: (المصطفى)،
إذا قال قائل: أليس الله قد اتخذ إبراهيم خليلاً والخلة أعلى أنواع المحبة، فما الجواب؟
نقول: بلى، لكنه قد اتخذ أيضا محمدًا خليلاً.
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً) 55،
فإن قال قائل: أليس الله تعالى قد كلم موسى تكليماً؟
فالجواب: بلى،
ولكنه أيضا كلم محمدًا صلى الله عليه وسلم تكليماً،
إذا كان كلّم موسى وموسى في الأرض فقد كلم محمدًا صلى الله عليه وسلم ومحمدا فوق السماوات السبع،
فما من صفة كمال لنبي من الأنبياء إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها أو خير منها.)
ووجدت في شرح اللمعة لعبد الرحمن بن صالح المحمود ما فيه توضيح ذلك
(وقد ذكرنا أن العلم عند الله سبحانه وتعالى في سبب تسمية موسى كليم الله، مع أن الله
كلم محمداً، وكلم آدم، لكن الله كلم موسى على الأرض، وهو على طبيعته البشرية،
بخلاف تكليم الله لآدمفإنه كان وهو في السماء، وتكليم الله لمحمد كان عند أن عرج بروحه
وجسده إلى السماء، أما تكليمه لموسى فكان وهو على الأرض، ولعل هذه خصوصية
لموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم)