تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل على العكس لم تؤول فقد قالت اليهود يد الله كما قالت اصبع الله ويظهر ذلك جليا في استشكال الحبر اليهودي (وإلا لأتى مؤولا لا مستشكلا متعجبا!!) لِمَا عندهم في التوراة عارضا اياه على الرسول صلى الله عليه وسلم و ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم تصديقا لما قاله وتعجب منه الحبر اليهودي كما في النقل التالي:

من تفسير ابن كثير:

تفسير سورة الزمر» تفسير قوله تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة

مسألة: الجزء السابع التحليل الموضوعي (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (67)).

يقول تعالى: وما قدر المشركون الله حق قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته.

قال مجاهد: نزلت في قريش. وقال السدي: ما عظموه حق عظمته.

وقال محمد بن كعب: لو قدروه حق قدره ما كذبوه.

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: (وما قدروا الله حق قدره) هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله [تعالى] عليهم، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره.

وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف.

قال البخاري: قوله: (وما قدروا الله حق قدره) حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله - عز وجل - يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) الآية.

و [قد] رواه البخاري أيضا في غير هذا الموضع من صحيحه، والإمام أحمد، ومسلم، والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما، كلهم من حديث سليمان بن مهران الأعمش، عن إبراهيم عن عبيدة، عن [عبد الله] ابن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله [تعالى] يحمل الخلائق على إصبع، والسماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على [ص: 114] إصبع، والثرى على إصبع؟ قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه. قال: وأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) إلى آخر الآية.

وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنسائي - من طرق - عن الأعمش به.

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن حسن الأشقر، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: مر يهودي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فقال: كيف تقول يا أبا القاسم: يوم يجعل الله السماء على ذه - وأشار بالسبابة - والأرض على ذه، والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه - كل ذلك يشير بإصبعه - قال: فأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) الآية.

وكذا رواه الترمذي في التفسير عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن محمد بن الصلت، عن أبي جعفر، عن أبي كدينة يحيى بن المهلب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، به، وقال: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

ثم قال البخاري: حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض".

تفرد به من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير