أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟ .. من أربعة وجوه.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:33 م]ـ
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الرد على البكري (326 - 327):
الغلاة المشركون هم في الحقيقة بخسوا الرسل ما يستحقونه من التعظيم دون الأمة الوسط أهل التوحيد المتبعين لشريعة الرسول.
و بيان ذلك بأمور؛ منها:
أن النصارى يقولون: أنهم يعظمون المسيح، و كذلك الغالية في علي أو الأئمة أو الشيوخ أو غيرهم، وهم في الحقيقة متنقصون لهم؛ فإن المسيح عليه السلام أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له و أخبرهم أنه عبد الله؛ فهم إذا اتبعوه كان له من الأجر مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم و يكونون سعداء أولياء الله تبارك و تعالى من أهل الجنة، و إذا غلوا فيه و اتخذوه رباً؛ انقطع ثواب العمل الصالح الذي كان يحصل بتوحيدهم وطاعتهم وحصل لهم مع ذلك عذاب أليم وإن كان هو سليما من العذاب لكن فوتوه الأجر الذي كان يحصل له بتوحيدهم و طاعتهم.
و أما أهل الاستقامة فهم إذا وحدوا الله تعالى و عبدوه كما شرعته لهم الرسل و أطاعوهم صاروا أولياء الله تعالى مستيقنين لثوابه و حصل للرسول بالذي دعاهم مثل أجورهم و كان في هذا من التعظيم للرسل ما ليس في طريق الغلاة.
الأمر الثاني: أن أهل التوحيد و السنة يدعون لهم دائما فينتفعون بذلك الدعاء، و أهل الشرك و البدعة يكلفونهم حوائجهم، و أين من يحصل بسعيه منفعة لهم إلى من يكلفهم و يؤذيهم بسؤاله؟، و اعتبر هذا بحال الصديق الذي كان يعاون الرسول بماله و نفسه ولا يسأله شيئا أين منزلته من منزلة من يسأله و يكلفه ولا يعاونه؟
الأمر الثالث: أن أهل التوحيد و السنة يصدقونهم فيما أخبروا و يطيعونهم فيما أمروا و يحفظون ما قالوا و يفهمونه و يعملون به و ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و يجاهدون من خالفهم، ويفعلون ذلك تقربا إلى الله تعالى طلبا للجزاء منه لا منهم، و أهل الجهل و الغلو لا يميزون بين ما أمروا به و نهوا عنه ولا بين ما صح عنهم و ما كذب عليهم ولا يفهمون حقيقة مرادهم ولا يتحرون طاعتهم و متابعتهم بل هم جهال بما أتوا به معظمون لأغراضهم؛ إما لينالوا منهم منفعة أو ليدفعوا بهم عن أنفسهم مضرة؛ فالسدنة الذين عند القبور و نحوهم غرضهم يأكلون أموال الناس بهم و أتباعهم غرضهم تعظيم أنفسهم عند الناس و أخذ أموالهم لهم، و الصادق المحض المتدين منهم غرضه أنه إذا سألهم و استغاث بهم في دفع شدة أو طلب حاجة قضوها له؛ فأي الفريقين أشد تعظيما أولئك أو هؤلاء؟
الأمر الرابع: أن أولئك الغلاة المشركين إذا حصل لأحدهم مطلوبه ولو من كافر؛ لم يُقبل على الرسول بل يطلب حاجته من حيث يظن أنها تقضى.
إلى أن قال (ص330):
و المقصود أن كثيرا من الناس يعظم قبر من يكون في الباطن كافراً أو منافقاً، ويكون هذا عنده و الرسول من جنس واحد؛ لاعتقاده أن الميت يقضي حاجته إذا كان رجلا صالحا وكلا هذين عنده من جنس من يستغيث به.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:57 م]ـ
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟
استغفر الله
الصواب: تعظيما.