ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 02:59 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (11/ 307 - 308)
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:11 م]ـ
على أن القول بان لكل مرض من الأمراض التي يظن أنها بسبب التلبس علاج طبي قول مجانب لحقائق العلم.
والأمثلة التي رأيتها بنفسي كثيرة.
وكلمة أخيرة حول النظريات العلمية: http://www.ahlalhadeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3469&highlight=%C7%E1%C8%CA%D1%E6%E1
ونكتة ذلك أن العقلانيين من المسلمين أنكروا التلبس محاولة للتقريب بين الإسلام والفكر المادي الغربي.
والله المستعان.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:12 م]ـ
جزى الله شيخنا ابن وهب خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:33 م]ـ
ما ذكره ابن تيمية رحمه الله من التفصيل فجيد ولكن بالنسبة للنوع الثاني الذي ذكره فلا يوافق عليه فلا يجوز استخدام الجن في الأمور المباحة وهو تعدي على سليمان عليه السلام في قوله ({قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص) فمن استعملهم في المباح فقد تعدى وأساء وظلم مع مافي ذلك من المخاطر العقدية الكثيرة
ولو تأملنا قصة ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي أراد قطع صلاته ولم يربطه في السارية واحتجاجه بدعوة سليمان عليه السلام لظهر لنا ذلك جليا
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل الجن في حياته مع وجود الحاجة الماسة لهم في الحرب وغيرها فدل على أن فعلها بعده غير مشروع
وتالمتأمل في أحوال من يدعى أنه يستعين بالجن في العلاج والأمور الأخرى يجد أنه ينحرف شيئا فشيئا وقد يصل إلى الشرك والعياذ بالله وقد كان أحد من ينتسب للدعوة وطلب العلم ترخص في هذه المسألة واحتج بكلام ابن تيمية فبدأ يتوسع شيئا فشيئا حتى بلغ به الحال أن ادعى أنه يملك الآلاف من الجن وغير ذلك من الخزعبلات
ففتح هذا الباب يؤدي إلى مفاسد عقدية خطيرة
وحسمها بالمنع تشهد له نصوص الشرع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 05:43 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا
¥