من ابن آدم لأخوي الفاضلين (المبلغ) .. (طالب الحق) .. سلام الله عليكما ورحمته وبركاته .. أما بعد:
فشكر الله لكما حواركما حول هذه القضية ..
وهي (كما هو ظاهر) من نقولات الجميع ذات شقين أهمل بيانهما ابتداءً .. وإلا لما كان حصل هناك خلاف حول القضية.
فالذي رأيت أنه شبه متفق عليه بين الجميع: (أن اتخاذ مثل هذا عادة) .. أمر غير مشروع.
ولا أظن أحدًا يقول بلزومه عقب كل فريضة .. ومن قال ببدعية مثل هذا .. فقوله متجه.
ومثار الخلاف حول رفع اليدين في الدعاء أحيانًا .. بعد الفريضة.
والرفع معلوم أنه من سنن الدعاء .. (وذا مجمع عليه) .. ومن قال ببدعية مثل هذا .. فقوله غير متجه ..
وبهذا يحمل قول من قال بالبدعية على الحالة الأولى .. وقول من قال بالجواز على الحالة الثانية.
وبهذا تجتمع الأقول .. (والحمد لله).
تنبيه: للاخ طالب الحق .. اعلم أن النقل الذي نقلت .. لك صحيح .. ولا يحتاج لاستشهاد أحد من تلاميذ الشيخ .. لثقة الشيخ عبيدالله وجلالته ..
(فماذا تريد أن تصل إليه؟!!) .. إن كان الشك في صدق الخبر (من أجل الناقل لجهالته) ساغ ذلك .. عندك فحسب!!
أما المسألة فهي تنطبق على الحالة الثانية .. حيث أني ذكرت لك طرفًأ من القصة (فحسب) .. والحقيقة أن ذلك التلميذ رأى رجلاً يرفع يديه بعد الفريضة في مسجد الشيخ .. فنهره وبين له أن ذلك بدعة .. فرد عليه الشيخ عبيدالله الأفغاني .. واحتدم الخلاف بينهما .. وكان دليل الشيخ الحديث المذكور .. فلم يتفقا على شيءٍ في المسألة ..
فذكرا ذلك للشيخ ابن إبراهيم في نفس المسجد .. فقال: لا بأس واستشهد بنفس الحديث الذي استشهد به الشيخ عبيدالله الأفغاني ..
فهذه المسألة كما ذكرها لي ..
ولم يمنعني ذكر ذلك التفصيل في حينه إلا ظنًا مني أن المسألة ظاهرة لكما .. وأنها لن تستغرق كل هذا الطرح.
ولو تأملت المسألة لظهر لك أن ملابسات الجواب تدل على أن ذلك الداعي الذي حصل الخلاف حول رفعه ليديه .. (لم يكن متخذًا ذاك عادة) ..
وذاك المجادل اعتبر مجرد رفع اليدين عقب الفريضة بدعة في حد ذاته .. فكان جواب الشيخ عليه ما ذكرنا.
ولم أر هناك شيئًا من التناقض بين جواب الشيخ .. وبين الفتوى التي نقلت ..
فالفتوى متجهة جزمًا للحالة الأولى .. وإلا لو قلنا بعموم ذلك لأجحفنا في حق الشيخ .. لأن كلامه لا يدل على التعميم .. وللتأويل فيه محل .. خاصةً إذا علمنا أن له في المسألة قول آخر ..
أما بالنسبة للكلام حول الحديث الذي استشهد به الشيخ .. فأنا ناقل .. (وأنا أعلم بعض ما قيل فيه) ..
لكن لست في ذلك الوقت في مقام تحرير الحديث .. حتى أطالب بالبحث في حال الحديث ..
خاصةً أن الخلاف حوله محتدم .. فآثرت السلامة .. خاصةً أنكما المطالبان بتحرير المسألة .. وأنا مجرد مشارك (ليس إلا) ..
ثم إن هذا دليل الشيخ .. بغض النظر عما قيل فيه.
وفق الله الجميع لكل خير ..
وكتب محب الجميع .. (ابن آدم) ليلة السبت الرابع عشر من شهر صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 06 - 02, 07:23 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[05 - 02 - 05, 01:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المسائل التي كثر فيها الجدل وخاض فيها العالم والجاهل وضلل قوم قوما بسببها مسألة الدعاء دبر الصلاة المكتوبة.
فهل الدعاء دبر الصلاة المكتوبة مشروع أم أنه بدعة.
وأذكر هنا قولا للإمام ابن القيم رحمه الله تعالي في الهدي النبوي.
قال رحمه الله ما معناه: الدعاء دبر الصلاة المكتوبة ليس من هديه صلى الله عليه وسلم إلى أن قال ولكن لو أتى المصلي بالأذكار الواردة دبر الصلاة ثم دعا بعد ذلك لكان ذلك افضل لانه اتى بالدعاء دبر الذكر لا دبر الصلاة.
¥