وقد ذكر هذا القول الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح قائلا وقد غلط بعض الحنابلة في فهم كلام بن القيم عن الدعاء دبر الصلاة المكتوبة بأنه بدعة ثم ذكر الكلام السابق بمعناه لا لفظه. ثم قال والأحاديث تدل على مشروعية ذلك بعد الصلاة بل تحث عليه والمقصود بدبر الصلاة أي بعد إتمامها لا بعد السلام لأنه لو كان ذلك كذلك لقلنا أن الأذكار كذلك جاءت بلفظ دبر الصلاة والجميع متفق على أنها بعد السلام فكذلك الدعاء إلا بدليل ولا دليل. انتهى معنى كلامه رحمه الله وانظر الفتح.
كذلك من المسائل التي كثر حولها الجدل مسألة رفع اليدين بالدعاء دبر الصلاة المكتوبة.
وقد ذكر الحافظ في الفتح عددا من الأحاديث وبين بالمعنى أنها تدل على مشروعية رفع اليدين في الدعاء بصورة مطلقة.
وذكر الإمام النووي رحمه الله أن من قيد رفع اليدين في الدعاء فقد غلط غلطا فاحشا وذكر رحمه الله ثلاثين حديثا صحيحا في رفع اليدين وذكر أن ذلك مطلق في أي دعاء.
أما الحديث الذي ورد بأنه صلى الله عليه وسلم ما رفع يديه إلا في الاستسقاء فالمقصود به بهيئة خاصة.
وذكر الحافظ السيوطي في رسالة له تتعلق برفع اليدين في الصلاة مائة حديث منها الصحيح وما دون ذلك تبين مشروعية ذلك في كل صلاة.
و الحقيقة أن القائلين ببدعية الدعاء دبر المكتوبة - وهم قليل وبن باز رحمه الله ليس من القائلين بذلك- وكذلك القائلين ببدعية رفع اليدين بالدعاء دبر المكتوبة يصطدمون بقاعدة من القواعد الفقهية التالية ..
1 - المطلق يبقى على إطلاقه ما لم يقيد.
2 - عدم الفعل لا يعني عدم الجواز.
3 - ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
والمقصود من كلامي ليس مصادرة الرأي الآخر وإنما المقصود أن نبين الأمور ونبين ما قيل فيها دون تهويل على المخالف وتبديع ودون كتمان للعلم بل نذكر ما قيل في المسألة من آراء معتبرة مستندة على دليل ثم نقول بعد ذكرها والذي أراه وأميل إليه كذا. و علينا أن نعلم أن أمرا اختلف فيه كبار العلماء المشهود لهم بالخير لا ينبغي أن نغلظ في القول لمن رأى هذا الرأي. وعلينا أن نعلم بأن إقحام السلف في مسائل الفروع أمر مستهجن. فبعض الناس يحلو لهم أن يخرجوا شخصا من دائرة السلف لمثل هذه المسائل التي اختلف فيها السلف أنفسهم.
والخير أردت وما توفيقي إلا بالله وصلى الله وسلم وبارك على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 03:30 م]ـ
رفع اليدين فيما ورد من أدعية تقال بعد الصلاة لا شك في بدعيته
أما رفع اليدين بعد الانتهاء من الأدعية الواردة للدعاء المطلق
أو
رفع اليدين بعد الصلاة لمن دعا - متعجلاً - دعاء مطلقا
فلا ينبغي الشك في جوازهما
ولعله تحمل بعض الفتاوى المجيزة على الثاني
والمانعة على الأول دون الثاني
والله أعلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:41 ص]ـ
جزى الله خيرا مشايخنا على هذه النقول والردود ولكن أحب الإفادة بأن غالب من
يرفع الآن يظن استحباب هذاالأمر لا الجواز وما نطق به ترجيح المشايخ هنا وما
يمكن تخريج أقوال اهل العلم عليه، أما القول بالاستحباب الدائم أو السنية
فلا شك أنه غير صحيح ...
وفي بعض الكتب باللغة التايلندية التي ألفت منذ عشرات السنين في ذكر
كيفية الصلاة المشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد ذكر هذه المسألة
فذكرها المؤلف دون دليل وهو الدعاء بعد الأذكار الواردة، فصارت تطبق
عند المتمسكين بالسنة (لجلالة الكتاب والمؤلف) ثم يسر الله لنا أن نصحح
الكتاب (بإذن من أصحاب الحقوق) فحذفنا هذه الفقرة، فنالتنا الألسنة
الحداد بحذف ما تواطأ أهل السنة على فعله جيلا بعد جيل (عمر الكتاب
ستون عاما) وذلك لمجرد أنهم وجوده في مؤلف من مؤلفات أهل السنة، وهذا
فعلا هو المنظور إليه من العوام (وبعض الخواص) أن المسألة قد تدخل دائرة
الاستحباب، لذلك فعند الفتوى يجب التنبه لهذا الأمر ..
والله الموفق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:55 ص]ـ
رفع اليدين فيما ورد من أدعية تقال بعد الصلاة لا شك في بدعيته
أما رفع اليدين بعد الانتهاء من الأدعية الواردة للدعاء المطلق
أو رفع اليدين بعد الصلاة لمن دعا - متعجلاً - دعاء مطلقا
فلا ينبغي الشك في جوازهما
ولعله تحمل بعض الفتاوى المجيزة على الثاني والمانعة على الأول دون الثاني
والله أعلم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
أرى هذا تحريرا للمسألة، والله أعلم.
ـ[الشيشاني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 07:28 م]ـ
وكذلك القائلين ببدعية رفع اليدين بالدعاء دبر المكتوبة يصطدمون بقاعدة من القواعد الفقهية التالية ..
2 - عدم الفعل لا يعني عدم الجواز.
أخانا عبد الله الفاخري - حفظك الله -
هل هذه القاعدة متفق عليها؟
وما مظنتها من الكتب؟
وأشكل علي استدلال العلماء لبدعية الشيء بعدم وروده أو بعدم ورود فعله، مع هذه القاعدة، فكأن بين الأمرين تناقضا.
¥