ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[03 - 11 - 02, 12:32 ص]ـ
نعم الأمر كما ذكرت في هذه المسألة، وهي (دعاء ختم القرآن)، فعندما بفعلها الإمام أحمد، وسفيان، و ينقلانه عن عمل أهل مكة، وهما في زمن متقدم؟
ويفعلها الإمام أحمد كما في مسائل أبي داود، ويأمر إمامه أن يصلي ويدعو بالختمة في الصلاة.، ونحن نعلم جميعا حرص الإمام أحمد على اجتناب البدعة، ولم يخف على جميع من نقل عنهم أن العبادات توقيفية.
وكذلك القول بأن العيد خطبة واحدة، مع أنه لا يعرف لهذا قال؟!
وليس هناك منكر لهذه المسألة مع أنه لا يخفى أن مثل هذا الأمر كان في الزمن الذهبي للحديث، والتمسك بالسنة، ألا كان نقل إلينا إنكار العلماء في زمنه أو من بعده إلى زماننا هذا، حتى قال بعض المشايخ مع جلالة قدرهم كشيخنا الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد , و غيرهم.
حتى الشيخ بكر أبو زيد، غاية ما استمسك به تضعيف سائر ما روي، والاستمساك بأن العبادت توقيفية.!!
مع أنه لم يذكر أحد ممن صنفوا في البدع كالشاطبي والطرطوشي وغيرهم أن هذا بدعة، بل الأمر كما قال الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" لم يزل السلف يختمون القرآن، ويقرؤون دعاء الختمة في صلاة رمضان، ولانعلم في هذا نزاعا بينهم" اهـ
انظر: فتاوى الشيخ ابن باز 11/ 354.
ثم نجد أشبه ما يكون بالتناقض مع ما جاء عن أنس رضي الله عنه، مع أنه لم يثبت به أثر متقدم، ولم ينقل عن غيره، فيقبل.
فلماذا لا يقال: إن أثر أنس أصل في الختمة، وهذا متفق عليه حتى عند من قال بالبدعة، فحينئذ ألا يكون فهم أكابر أهل العلم أن كون الدعاء في الصلاة وخارجها باب واحد، أولى م فهم متأخر، لا يعلم له معارض من السلف، وإن كان ما نقل عن مالك إن سلم من الاعتراض، فإنه راد للباب من أصله في الصلاة وغيرها فيما يظهر، فما كان جوابا لكم في الرد عليه في الختمة في خارج الصلاة، كان جوابا لنا في الختمة داخل الصلاة.
وهذا الشيخ ابن باز يقول رحمه الله في فتاواه (11/ 355):
" وهذا معروف عن السلف، تلقاه الخلف عن السلف،وهكذا كان مشايخنا مع تحريهم للسنة، وعنايتهم بها يقعلون ذلك تلقاه آخرهم عن أولهم، ولا يخفى على أئمة الدعوة ممن يتحرى السنة ويحرص عليه.
فالحاصل أن هذا لا بأس به إن شاء الله ولا حرج فيه، بل هو مستحب؛ لما فيه من تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب الله عز وجل، وكان أنس رضي الله عنه إذا أكمل القرآن جمع أهله، ودعا في خارج الصلاة، فهكذا في الصلاة وخارجها، وجنس الدعاء مما يشرع في الصلاة فليس بمستنكر.اهـ
وقال رحمه الله 11/ 356:
" دعاء ختم القرآن في الصلاة، هو الذي حصل فيه الإثارة الآن، والبحث، فلا أعلم عن السلف أن أحدا أنكر هذا في الصلاة، كما أني لا أعلم أحدا أنكره خارج الصلاة، هذا هو الذي يعتمد. أهـ
بل الإمام ابن القيم نقل كلام الإمام أحمد في جلاء الأفهام ص 568 - 569: ثم قال:
وإذا كان هذا من آكد واطن الدعاء، وأحقها بالإجابة، فهو من آكد مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.اهـ
فعلى أي شيء يدل كلام ابن القيم إلا الموافقة على الختمة في الصلاة، ولم ينكر رحمه الله، وحُق له، فما فيها شيء يُنكر. والله أعلم
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[04 - 11 - 02, 05:32 م]ـ
الأخ: خالد الشايع .. لا زلت مسددا ..
نحن ننتظر تعقيبك.
الأخ ابن وهب. وفقت للخير ..
أين مشاركتك؟ ..
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[04 - 11 - 02, 10:44 م]ـ
أخي ابن أبي حاتم ....... سلمك الله
أشكرك على ثنائك العاطر الذي لست له بأهل، وأسأل الله من فضله
ثم أقول:
الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، والمسألة كما عرفت حفظك الله
محل اجتهاد وكل قول له علماؤه، والذي ينبغي أن لا نختلف فيه هو ألا
يكون الخلاف داعيا إلى الفرقة أو نحوها، وهو كذلك ولله الحمد.
ولكن إن تسمح لي أود منك بارك الله فيك، تأمل قولك: "ولم يفهموا
أن هذا إحداثا " وقولك " فكيف يمكن أن تخفى عليهم "
ونحوها من العبارات، فهذه هي مستند (عذرا) أهل البدع الذين
يستدلون على التشريع بفعل مشايخهم وقولهم هكذا وجدنا علماءنا
يفعلون، أو لو كان بدعة لم يفعله علماؤنا وهم أعلم منا بذلك، نحو ذلك
من العبارات، ونحن بورك فيك كما لا يخفى على علمكم، نسير على
نصوص شرعية ولا ندعي العصمة لغير الأنبياء، لهذا كله أقف حائرا بين
أقوال علمائنا، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني
أصلى) وقوله (من أحدث في أمرنا ... ).
ولو تأملت حفظك الله كلام شيخنا العلوان الذي نقله أخونا المقري في
هذه المشاركة، لظهر لك ذلك جليا فيما أحسب.
وعودا على بدء، أنا لا أنكر على من ختم مقلدا أحد علمائنا، أو
مجتهدا في ذلك، ولكني أصوب من لم يختم، وأقول هذا على
الأصل، ومن باب التحدث بالنعمة، أني إمام من عشر سنوات ولم أختم
قط بهذه الصورة.
هذا خلاصة ما لدي والله يهدينا للصواب وإياك والمسلمين أجمعين.
¥