تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنقل لكم بحث الشيخ أبي عمر العتيبي في هذه المسألة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فلا يجوز الاشتراك في الاكتتاب في شركة الاتصالات السعودية من عدة وجوه:

الوجه الأول: أن شركة الاتصالات السعودية تستثمر أموالها في البنوك الربوية مما يزيد في فوائدها المحرمة.

وقد قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275} يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ {276} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {277} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}.

وقال جابر رضي الله عنه: ((لعن رسول الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه)). رواه مسلم في صحيحه.

وهذه الفوائد الربوية داخلة في مكاسب الأسهم.

وهذا معلوم يعرفه الناس ولا يجهله إلا غافل أو جاهل بالواقع.

والربا حرام قليله وكثيره لُعِنَ آكله، وأعلن عليه الحرب من الله، والنار جزاؤه ومصيره.

وقد ورد في الحديث الذي صححه بعض العلماء: ((الربا ثلاث وسبعون حوباً، أدناها حوباً كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهم من الربا كبضع وثلاثين زنية)).

الوجه الثاني: أن الاشتراك في أسهم شركة الاتصالات فيه أكل للسحت.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به)).

والسحت في شركة الاتصالات من جهة تأجيرها بعض خطوطها لشركات ومؤسسات تعلم أنها تستخدمها في الحرام كالرقم 700 لسماع الأغاني والاتجار بالميسر والقمار.

ومن جهة الربا الذي تأكله ويدخل في تقسيم الفوائد والأرباح على الأسهم المشتراة.

وهذا السحت لا يجوز أكله سواء كان قليلاً نادراً أو كثيراً غالباً، لأن الحرام لا يحله كثرة الحلال المخالط فنجاسة الربا-وهي نجاسة معنوية- ليست كنجاسة غيره من المحسوسات التي تطهر بالمكاثرة بل نجاسة الربا لا تزول حتى يزول عينها، وزوال عينها بترك المعاملة بالربا مطلقاً أبداً.

الوجه الثالث: أن هذا من التعاون على الإثم والعدوان لأن المشاركة في الاكتتاب في شركة الاتصالات معاونة لها على المضي في المعاملات المحرمة كتأجيرها الرقم (700) لأمور محرمة.

والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

ومقدر الإثم والجزاء يكون بمقدار الحرام والمعصية، فكلما عظمت وكثرت عظم الإثم وكثر الجزاء.

ولقد سألت شيخنا العلامة عبد المحسن العباد عن الاشتراك في أسهم شركة الاتصالات السعودية وشرحت له الحال فأفتى بتحريم الاكتتاب فيها.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أما عن قول البعض بأنها لا تستثمر أموالها في الربا لعدم ظهور ذلك عياناً فهذا عذر غريب وعجيب ومتى كان التاجر إذا تاجر بالحرام في الظلام –وعلم ذلك أهل الاطلاع- صار كسبه حلالاً، ومشاركته صارت مباحةً؟!!

فإن من المعلوم أن شركة الاتصالات تودع أموالها في البنوك الربوية كبنك الرياض مثلاً وتستفيد من تشغيلها في تلك البنوك.

فأكل الربا موجود ومعلوم.

واستقراضها قروضاً ربوية مما يبين أنها تقوم على الربا والحرام فمالها مشبوه على أقل أحواله لو سلم من الآفات الأخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير