ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 02, 09:31 ص]ـ
قال الشيخ الألبانى –رحمه الله -فىمنسكه الكبير ص88 تعليقا على قول جابر رضى الله عنه
[ولم يطوفوا بين الصفا والمروة] قال: كذا أطلق جابر رضى الله عنه،وفصلت عائشه رضى الله عنها حيث قالت:
" فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت،وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافاواحدا" أخرجه الشيخان.
قال ابن القيم فى زاد المعاد: (فإما أن يقال عائشة أثبتت وجابر نفى. والمثبت مقدم على النافى، أويقال مراد جابر
من قرن مع النبى صلى الله عليه وسلم وساق الهدى، كأبى بكر وعمر وطلحة وعلي وذوى اليسار، فإنهم إنما سعوا سعيا واحدا،وليس المراد به عموم الصحابه، أويعلل حديث عائشه بأن قولها (فطاف .. الخ) فى الحديث مدرج من قول هشام وهذه ثلاث طرق للناس فى حديثها والله اعلم).
كذا في زاد المعاد قلت: والطريق الأخير منها ضعيف، لأن تخطئة الثقه بدون حجة لاتجوز، لاسيما إذا كان مثل هشام، ثم استدركت فقلت: ليس فى طريق الحيث هشام لأنه من روايه مالك عن ابن شهاب بن عروة بن الزبير
عنها. فهذا اسناد غاية الصحة، فممن الخطأ والإدراج؟!
ثم وجدت شيخ الإسلام ابن تيميه قال فى "مناسك الحج" (ص385ج2 من مجموعة الرسائل الكبرى): "وقد روى فى حديث عائشه أنهم طافوا مرتين، ولكنهذه الزيادة قيل انها من قول الزهرى لا من قول عائشه"
والزهرى جبل فى الحفظ، فكيف يخطأ بمجرد (قيل)؟
وأزيد الآن فى الطبقه!! فأقول:
فمن العجيب أن يعتمد على ذلك ابن تيميه فيرد به حديث عائشه فيقول "وقد احتج بها- يعنى الزياده-
بعضهم على انه يستحب طوافان بالبيت، وهذا ضعيف، والأظهر مافى حديث جابر، ويؤيده قوله: دخلت العمرة فى الحج الى يوم القيامة"
قلت:حديث عائشه صحيح لاشك فيه، وما اعل به لايساوى حكايته،كما عرفت ومما يؤكد ذلك شيئان:
الأول: أن له طريقا أخرى عنها فى (الموطأ- رقم 223 ج1/ 410) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عنهابه.
وهذا سند صحيح كالجبل ثبوتا.
والآخر أن له شاهدا صريحا صحيحا من حديث ابن عباس أنه سئل عن متعه الحج فقال:
) أهل المهاجرون وأنصار وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فى حجه الواداع، فلما قدمنا مكه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اجعلواإهلالكم بالحج عمرة، إلأ من قلد الهدي)) طفنا بالبيت وبالصفاوالمروة، وأتينا النساء
ولبسنا الثياب، وقال: ((من قلد الهدى، فأنه لايحل له حتى يبلغ الهدى محله، ثم امرنا عشية الترويه أن نهل بالحج
فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، فقد تم حجنا وعلينا الهدى ... )) الحديث
أخرجه البخارى تعليقا مجزوما، ورواة مسلم خارج صحيحه موصولا وكذا الاسماعيلىفى مستخرجه،
ومن طريقه البيهقى فى سننه (5/ 23) وإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح
فهذا يؤكد بطلان دعوى الإدراج فى حديث عائشه رضى الله عنها، ويؤيد أنها حفظت مالم يحفظ جابر رضى الله عنه، ويدل على ان المتمتع لابد له من الطواف مرة أخرى بين الصفاوالمروة، وفى حديث ابن عباس فائده
أخرى هامة جدا، وهى أن من فعل ذلك فقد تم حجة، ومفهومه أن من لم يفعل ذلك لم يتم حجه، فهذا إن لم يدل على أنه ركن فلا أقل من أن يدل على الوجوب، فكيف الاستحباب؟
وأما تأييد شيخ الإسلام ما ذهب اليه من عدم المشروعيه بقوله صلى الله عليه وسلم:
((دخلت العمرة .............. )) فلا يخفى ضعفه، بعد ما ثبت الأمر به من النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. اه
انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 02, 09:45 ص]ـ
الكلام على الأحاديث التي أعلها ابن تيمية رحمه الله
أولا: حديث عائشة رضي الله عنها
¥