فأما حديث معمر: فذكره عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللت بعمرة ولم أكن سقت الهدى فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان معه هدى فليهل بحج مع عمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا فحضت فلما دخلت ليلة عرفة قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني كنت قد اهللت بعمرة فكيف أصنع بحجتي فقال (انقضي رأسك وامتشطي وأمسكي عن العمرة وأهلي بالحج)، فلما قضيت الحج أمر عبدالرحمن بن أبي بكر فأعمرني من التنعيم مكان عمرتي التي سكت عنها.
هكذا ذكره عبدالرزاق، لم يذكر فيه طواف الذين أهلوا بعمرة، ولا طواف الذين أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة.
وأما حديث إبراهيم بن سعد: فحدثنا سعد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت اهللت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن حجة الوداع بعمرة وكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي فزعمت أنها حاضت ولم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا يوم عرفة ولم أطهر بعد وكنت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج وأمسكي عن العمرة) قالت ففعلت حتى إذا قضيت حجتي ونفر الناس أمر عبدالرحمن بن أبي بكر ليلة الحصبة فأعمرني من التنعيم مكان عمرتي التي سكت عنها.
ورواه ابن عيينة فاختصره ولكنه جوده
أخبرنا عبدالوارث بن سفيان أخبرنا قاسم حدثنا الخشني حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج وأهل به ناس وأهل وكنت فيمن أهل بعمرة.
قال أبو عمر:
هذا يفسر رواية مالك في هذا الحديث عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللنا بعمرة أنها إنما أرادت نفسها لا رسول الله وكذلك روى عنها القاسم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج) انتهى كلام ابن عبدالبر رحمه الله.
فتبين لنا بهذا أن الطريق الذي ذكر من طريق القاسم عن أبيه وهم وشذوذ من يحيى بن يحيى فلا عبرة به.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 02, 10:46 ص]ـ
الكلام على حديث ابن عباس رضي الله عنهما
جاء في صحيح البخاري
37 باب قول الله تعالى ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام
1572 وقال أبو كامل فضيل بن حسين البصري حدثنا أبو معشر حدثنا عثمان بن غياث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن متعة الحج فقال أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأهللنا فلما قدمنا مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي)، طفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال (من قلد الهدي فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله9، ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت والصفا والمروة فقد تم حجنا، وعلينا الهدي كما قال الله تعالى (فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم إلى أمصاركم) الشاة تجزي، فجمعوا نسكين في عام بين الحج والعمرة، فإن الله تعالى أنزله في كتابه وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وأباحه للناس غير أهل مكة، قال الله (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام)، وأشهر الحج التي ذكر الله تعالى:شوال وذو القعدة وذو الحجة،فمن تمتع في هذه الأشهر فعليه دم أو صوم والرفث الجماع والفسوق المعاصي والجدال المراء.
هذا الحديث الذي علقه البخاري في صحيحه
قال عنه ابن تيمية رحمه الله ((وقدر روى البخاري تعليقا عن ابن عباس مثل حديث عائشة و فيه أيضا علة))) انتهى
قال الألباني رحمه الله ((والآخر أن له شاهدا صريحا صحيحا من حديث ابن عباس أنه سئل عن متعه الحج فقال:
) أهل المهاجرون وأنصار وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فى حجه الواداع، فلما قدمنا مكه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اجعلواإهلالكم بالحج عمرة، إلأ من قلد الهدي)) طفنا بالبيت وبالصفاوالمروة، وأتينا النساء
¥