((فإن الله تعالى أنزله في كتابه وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وأباحه للناس غير أهل مكة قال الله (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام))
وأشهر الحج التي ذكر الله تعالى شوال وذو القعدة وذو الحجة فمن تمتع في هذه الأشهر فعليه دم أو صوم والرفث الجماع والفسوق المعاصي والجدال المراء))
خامسا:
الذي يظهر أن قوله (فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت والصفا والمروة فقد تم حجنا وعلينا الهدي كما قال الله تعالى (فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم إلى أمصاركم) موقوف على ابن عباس من قوله،وليس مرفوعا،
وقد نبه ابن حجر في هدي الساري الى أن بعض هذا الحديث روي مرفوعا وبعضه روي موقوفا فقال ((والثالث عن عثمان عن عكرمة عن ابن عباس في الحج أورده بصيغة التعليق فقال قال أبو كامل حدثنا أبو معشر عن عثمان فذكره وهو موقوف وبعضه مرفوع ولأكثره شواهد))
فهذا أيضا ينبهنا الى أن أصل الحديث موقوف على ابن عباس كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله إلا بعض ألفاظه مرفوعة، وهي ما صرح فيها بالرفع وهذا لم يصرح فيه بالرفع.
سادسا:
قول ابن عباس هنا مخالف للرواية الأخرى عنه وهي التي ذكرها ابن تيمية عن أحمد رحمه الله ((و قال أحمد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقول المفرد و المتمتع يجزئه طواف بالبيت و سعي بين الصفا و المروة))
وبهذا يتبين لنا أن حديث ابن عباس لايصلح حجة في هذا الباب وأن قول ابن تيمية رحمه الله (فيه علة) كلام سديد
فالذي يتبين مما سبق ان المتمتع لايلزمه الا سعي واح وهو ما صح في حديث جابر رضي الله عنه كما في صحيح مسلم (1215) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا زاد في حديث محمد بن بكر طوافه الأول
ولم يصح خلافه كما سبق
وجاء في صحيح مسلم (1211) وحدثني حسن بن علي الحلواني حدثنا زيد بن الحباب حدثني إبراهيم بن نافع حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها أنها حاضت بسرف فتطهرت بعرفة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك)).
وعائشة رضي الله عنها الصحيح أنها جاءت ملبية بعمرة ولم تسق الهدي
كما جاء في صحيح مسلم (1213) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا عن الليث بن سعد قال قتيبة حدثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أنه قال أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد وأقبلت عائشة رضي الله عنها ((بعمرة)) حتى إذا كنا بسرف عركت حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة والصفا والمروة فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحل منا من لم يكن معه هدي قال فقلنا حل ماذا قال الحل كله فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال ثم أهللنا يوم التروية ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فوجدها تبكي فقال ما شأنك قالت شاني أني قد حضت وقد حل الناس ((ولم أحلل)) ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن فقال إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج ففعلت ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة والصفا والمروة ثم قال قد حللت من حجك وعمرتك جميعا فقالت يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت قال فاذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصبة
وجاء في صحيح مسلم (1213) حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين النساء والولدان فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت وبالصفا والمروة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي فليحلل قال قلنا أي الحل قال الحل كله قال فأتينا النساء ولبسنا الثياب ومسسنا الطيب فلما كان يوم التروية أهللنا بالحج ((وكفانا الطواف الأول)) بين الصفا والمروة فأمرنا
¥