قال أحمد في رواية عبد الله: لم تثبت عندي صلاة التسبيح وقد اختلفوا في إسناده لم يثبت عندي وكأنه ضعف عمروبن عبد الله النكري
(89)
وفي رواية ابن هانئ سئل أحمد عن صلاة التسبيح فقال: إسناده ضعيف. (105)
وفي رواية علي النسائي وهو أحد أصحاب أحمد قال علي بن سعيد
سألت أحمد بن حنبل عن صلاة التسبيح فقال: ما يصح فيها عندي شيء. فقلت: حديث عبد الله بن عمرو؟ فقال: كل يرويه عن عمرو بن مالك النكري يعني (فيه مقال)
فقلت: قد رواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء. قال: من حدثك
؟ قلت: مسلم - يعني ابن إبراهيم. فقال أحمد: المستمر شيخ ثقة
وكأنه أعجبه. الأمالي لابن حجر (84)
قال ابن حجر: فكأن أحمد لم يبلغه ذلك الحديث أولا إلا من حديث
عمرو بن مالك النكري فلما بلغه متابعة المستمر أعجبه فظاهره أنه رجع عن تضعيفه.
وقال في الخصال المكفرة:وقال أحمد في علل الخلال: ما يصح عندي في صلاة التسبيح شيء.
قال ابن حجر: ولا يلزم من نفي الصحة ثبوت الضعف لاحتمال الواسطة
وهو (الحسن) 00الخ
قال الشريف: والذي يظهرلي أن الصواب هو ما رواه عبد الله وابن هانئ
عن أحمد لعدة أمور:
1 - قال ابن القيم: وكذلك أصحاب أحمد إذا انفرد راو عنه برواية تكلموا فيها وقالوا: تفرد بها فلان ولا يكادون يجعلونها رواية إلا على إغماض
ولا يجعلونها معارضة لرواية الأكثرين عنه وهذ موجود في كتبهم: يقولون انفرد بهذه الروايةأبو طالب أو فلان لم يرها أحد غيره
فإذا جاءت الرواية عنه عن غير صالح وعبد الله وحنبل وأبي طالب والميموني والكوسج وابن هانئ والمروزي وابن القاسم ومحمد بن مشيش ومثنى بن جامع وأحمد بن أصرم وبشر بن موسى وأمثالهم من أعيان أصحابه استغربوها جدا ولو كان الناقل لها إماما ثبتا.
ولكنهم أعلى توقيا في نقل مذهبه وقبول رواية من روى عنه من الحفاظ الثقات ولا يتقيدون في ضبط مذهبه بناقل معين كما يفعل غيرهم من الطوائف بل إذا صحت لهم عنه رواية حكوها عنه وإن عدوها شاذة إذا خالفت ما رواه أصحابه 0000وإذا روى غير أهل المذهب من أهل الضبط والإتقان والحفظ عن الإمام خلاف ما رواه أهل مذهبه , قلتم: أصحاب المذهب أعلم بمذهبه وأضبط له 000الخ.
الفروسية (286)
2 - ومن خلال كلام ابن القيم يعد علي بن سعيد النسائي ليس من خاصة أصحاب أحمد فإذا خالف عبد الله أو ابن هانئ لم يعتد بروايته
كيف وقد خالف الاثنين معا. مع أن علي له سؤالات عن أحمد وترجم له القاضي في الطبقات وأثنى عليه الخلال (عمدة المذهب)
3 - في كلام علي بن سعيد ليس صريحا بأن أحمد قد قبل هذه الرواية
بعكس رواية عبد الله وكذلك ابن هانئ
4 - عامة أصحاب أحمد كشيخ الإسلام وابن مفلح وابن الجوزي وغيرهم
على رواية التضعيف وهذا واضح.
قال ابن مفلح: (وصلاة التسبيح) ونصه لا. لخبر ابن عباس 000
رواه أحمد (ولايصح) وادعى شيخنا (أنه كذب) كذا قال
ونص أحمد وأئمة أصحابه على (كراهيتها) ولم يستحبها إمام!! واستحبها ابن المبارك على صفة لم يرد بها الخبر لئلا تثبت سنة بخبر (لاأصل له)
و
000وقال الشيخ (لابأس بها) فإن الفضائل لاتشترط لها صحة الخبر كذا قال , وعدم قبول أحمد بها يدل على أنه لايرى العمل بالخبر في الفضائل 000الخ الفروع (1/ 569)
قلت: ومن أجاز العمل بهذا الحديث إنما هو من باب قبول الحديث الضعيف في الفضائل وهم يسلمون بضعفه.
وابن قدامة له كلام في هذا الموضوع وكذا شيخ الإسلام في المنهاج وغيرهم كثير.
5 - قول ابن حجر (لايلزم من نفي الصحة نفي الحسن) كلام غريب من الحافظ ابن حجر رحمه الله لأن الحديث عند أحمد هو صحيح وضعيف
فإذا قال (لم يصح) فيعني (لم يثبت) ويفسره رواية عبد الله بن أحمد
السابقة.
6 - قول احمد (اختلفوا في إسناده) يدل على أن أحمد عارف بطرق الحديث وتضعيفه جاء عن علم منه رحمه الله
وذكر ابن حجر رواية عن أحمد أنه عندما سمع بالحديث نفض يده
الخ يدل على صحة رواية التضعيف عند أحمد والكلام في المسألة طويل
كتبت فيه كتب كثيرة لمن أراد أن يعرف الحكم على الحديث والله أعلم
وصلى الله على محمد وآله وسلم
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[10 - 06 - 03, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبوحاتم فقد أشبعتنا بفوائدك ... ولا أعرف كيف أشكرك؟!
¥