جزاك الله خيرا وأحسن إليك
محبك
أبو علي
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 06 - 03, 04:44 م]ـ
في الحقيقة اختلف علماء الحديث في قبول السند المعنعن, هل يشترط له اللقاء والسماع أم تكفي المعاصرة مع إمكان السماع
فمذهب مسلم بن الحجاج الذي ذكره في مقدمته هو الاكتفاء بإمكان
السماع ولا يشترط له اللقاء (السماع) وتابعه على ذلك جل المتأخرين
ومنهم من ذهب إلى اشتراط السماع أو اللقاء ولا تكفي المعاصرة
وممن تبنى هذا الرأي كما هو مشهور علي بن المديني وتلميذه البخاري وجماعة منهم ابن رجب الحنبلي وذكر أن هذا هو مذهب جل المتقدمين أمثال أحمد ويحي وعلي والقطان وشعبة وغيرهم
والموضوع طويل جدا ومتشعب كتبت فيه رسالة علمية بعنوان
(موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المعاصرين) وقد بذل المؤلف جهدا يشكر عليه في
تتبع المادة العلمية من جميع أطرافها لكن النتيجة التي وصل إليها
تحتاج إلى تأمل ونظر! وسوف أذكر مذهب الإمام أحمد
بن حنبل حول هذه المسألة باختصار , ونظرا لأن ابن رجب الحنبلي
توسع في هذه المسألة في كتابه (شرح العلل) سوف أذكر كلامه
باختصار ثم أذكر ما تبين لي حول هذه المسألة والله المستعان.
قال ابن رجب الحنبلي:
وماقاله ابن المديني والبخاري هو مقتضى كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من أعيان الحفاظ بل كلامهم يدل على اشتراط ثبوت السماع كما تقدم عن الشافعي رضي الله عنه.
1 - فإنهم قالوا في جماعة من الأعيان ثبتت لهم رؤية لبعض الصحابة وقالوا مع ذلك: لم يثبت لهم السماع منهم فرواياتهم عنهم مرسلة منهم الأعمش ويحي بن أبي كثير وأيوب وابن عون وقرة بن خالد رأو أنسا ولم يسمعوا منه فرواياتهم
عنه مرسلة كذا قاله أبو حاتم وقاله أبو زرعة في يحي بن أبي كثير
قال أحمد في يحي بن أبي كثير: قد رأى أنسا فلا أدري سمع منه أم لا؟ قال ابن رجب: ولم يجعلوا روايته عنه متصلة بمجرد الرؤية
والرؤية أبلغ من إمكان اللقي!!
2 - وكذلك كثير من صبيان الصحابة رأو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يصح لهم سماع منه فروياتهم عنه مرسلة كطارق بن شهاب وغيره
3 - وكذلك من علم منه أنه مع اللقاء لم يسمع ممن لقيه إلا شيئا يسيرا
فرواياته عنه زيادة على ذلك مرسلة. كروايات ابن المسيب عن عمر فإن الأكثرين نفوا سماعه منه وأثبت أحمد أنه رآه وسمعه
وقال مع ذلك: إن روياته عنه مرسلة لأنه إنما سمع منه شيئا يسيرا
مثل نعيه (النعمان بن مقرن) على المنبر ونحو ذلك
وكذلك سماع الحسن من عثمان وهو على المنبر يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام ورواياته عنه غير ذلك مرسلة.
وقال أحمد: ابن جريج لم يسمع من طاوس ولا حرفا ويقول: رأيت طاوسا. وقال أحمد: أبان بن عثمان لم يسمع من أبيه , من أين سمع منه؟ قال ابن رجب: ومراده من أين صحت الرواية بسماعه منه وإلا فإمكان ذلك واحتماله غير مستبعد.
قال ابن رجب:فدل كلام أحمد وأبي زرعة على أن الاتصال لايثبت إلا بثبوت التصريح بالسماع ’, وهذا أضيق من قول ابن المديني والبخاري فإن المحكي عنهما: إما السماع أو اللقاء وأحمد من تابعه عندهم لابد من ثبوت السماع. يتبع=
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 06 - 03, 06:50 م]ـ
قال ابن رجب: ويدل على أن هذا مرادهم أن أحمد بن حنبل: قال: ابن سيرين لم يجيء عنه سماع من ابن عباس.
قال أبو حاتم: الزهري أدرك أبان بن عثمان ومن هو أكبر منه لكن لايثبت له السماع كما أن حبيب بن أبي ثابت لايثبت له السماع) من عروة وقد سمع ممن هو أكبر منه غير أن أهل الحديث اتفقوا على ذلك واتفاقهم على شيءحجة.
قال ابن رجب:واعتبار السماع أيضا لاتصال الحديث هو الذي ذكره ابن عبد البر وحكاه عن العلماء وقوة كلامه تشعر بأنه إجماع منهم وقد تقدم أنه قول الشافعي أيضا.
وحكى البرديجي قولين في ثبوت السماع بمجرد اللقاء فإنه قال قتادة حدث عن الزهري. قال بعض أهل الحديث: لم يسمع منه. وقال بعضهم: سمع منه لأنهما التقيا عند هشام بن عبد الملك.
¥