ومما يستدل به أحمد وغيره من الأئمة على عدم السماع (الاتصال) 1 - أن يروي عن شيخ من غير أهل بلده لم يعلم أنه دخل إلى بلده , ولا أن الشيخ قدم إلى بلد كان الراوي عنه فيه قال مهنا عن أحمد: لم يسمع زرارة بن أوفى من تميم الداري تميم بالشام وزرارة بالبصرة.
2 - (مما يستدل به على عدم السماع) إن كان الراوي الثقة يروي عمن عاصره أحيانا ولم يثبت لقيه له ثم يدخل أحيانا بينه وبينه واسطة فهذا يستدل به على عدم السماع.
قال أحمد: البهي ما أراه سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة قال في حديث زائدة عن السدي عن البهي , قال: حدثتني عائشة قال: وكان ابن مهدي سمعه من زائدة وكان يدع منه (حدثتني) عائشة ينكره.
وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد ويقول هو خطأ , يعني ذكر السماع. قال في رواية هدبة (بن خالد الحافظ)
عن حماد عن قتادة (ثنا) خلاد الجهني:وهو خطأ خلاد قديم
مارأى قتادة خلادا.
وذكروا لأحمد عراك بن مالك سمعت من عائشة. فقال: هذا خطأ وأنكره , وقال: عراك من أين سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة.
وحينئذٍ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعا.
وكلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم في هذا المعنى كثير يطول الكتاب بذكره وكله يدور على أن مجرد ثبوت الرواية لا يكفي في ثبوت السماع وأن السماع لايثبت بدون التصريح به. وأن رواية من روى عمن عاصره تالرة بواسطة وتارة بغير واسطة يدل على أنه لم يسمع منه إلا أن يثبت له السماع منه من وجه.
فإن كان هذا كلام الأئمة الأعلام وهم أعلم أهل زمانهم بالحديث وعلله وصحيحه وسقيمه مع موافقة البخاري وغيره فكيف يصح لمسلم رحمه الله دعوى الإجماع على خلاف قولهم هذا يقتضي حكاية إجماع الحفاظ المعتد بهم على هذا القول وأن القول بخلاف قولهم لايعرف عن أحمد من نظرائهم ولا عمن قبلهم ممن هو في درجتهم وحفظهم 000فلا يبعد
حينئذٍ أن يقال: أن هذا هو قول الأئمة من المحدثين والفقهاء.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 06 - 03, 07:07 م]ـ
قال ابن رجب: فإن قائل: هذا يلزم منه طرح أكثر الأحاديث وترك الاحتجاج بها , قيل: من ههنا عظم ذلك على مسلم رحمه الله والصواب أن مالم يرد فيه السمعاع من الأسانيد لايحكم باتصاله ويحتج به مع إمكان اللقي كما يحتج بمرسل كبار التابعين كما نص عليه الإمام أحمد وقدسبق ذكر المرسل
000ولهذا المعنى تجد في كلام شعبة ويحي وأحمد ومن بعدهم التعليل بعدم السماع فيقولون (لم يسمع فلان من فلان أو لم يصح له سماع ولا يقول أحدهم قط: لم يعاصره. وإذا قال بعضهم: لم يدركه
فمرادهم الاستدلال على عدم السماع منه بعدم الإدراك
فإن قيل فقد قال أحمد: في رواية ابن مشيش وسئل عن أبي ريحانة سمع من سفينة؟ قال ينبغي!!! هو قديم قدسمع من ابن عمر. قيل: لم يقل إن حديثه عن سفينة صحيح متصل إنما قال: هو قديم ينبغي أن يكون سمع منه وهذا تقريب لإمكان السماع وليس في كلامه أكثر من هذا!!!
قال الشريف: وهذا مجمل كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله باختصار
ولي!! على كلام الحافظ ابن رجب عدة ملاحظات سوف أذكرها قريبا إن شاء الله.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 06 - 03, 03:51 م]ـ
قال أبوحاتم الشريف: يستحسن هنا أن أورد كلام الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري في مقدمة صحيح مسلم باختصار
قال رحمه الله: وقد تكلم بعض منتحلي الحديث من أهل عصرنا في تصحيح الأسانيد وتسقيمها بقول لو ضربنا عن حكايته وذكر فساده صفحا لكان رأيا متينا ومذهبا صحيحا إذ الإعراض عن هذا القول المطرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله 00000
¥