تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البسملة من هدي الأنبياء السابقين، وفي كتاب الله تعالى أن نوحا عليه السلام قال عن سفينته (بسم الله مجراها ومرساها)، وقيل إن أول من افتتح رسائله بالبسملة من الأنبياء سليمان بن دواد عليهما السلام، وكانت العرب تقول في افتتاح كتبها وكلامها: باسمك اللهم وجرى الأمر على ذلك حتى نزلت الآية: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فصار البدء بها سنة إلى يومنا هذا، وعن الأعمش والشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة" باسمك اللهم " حتى نزلت " باسم الله مجراها " فأمر أن يكتب "بسم الله" فلما نزلت: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) كتب "بسم الله الرحمن" فلما نزلت: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) كتبها.

3 - إعرابها:

الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، واسم: مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والرحمن نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والرحيم نعت ثان مجرور أيضا وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وقد اجتمع في البسملة أنواع الجر الثلاثة، فاسم مجرور بالحرف، ولفظ الجلالة مجرور بالإضافة، والرحمن والرحيم مجروران بالتبعية.

4 - فضائلها:

* أنها سبب لتصاغر الشيطان، قال ابن كثير رحمه الله: وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ عَاصِم قَالَ: سَمِعْت أَبَا تَمِيمَة يُحَدِّث عَنْ رَدِيف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عَثَرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارُهُ فَقُلْت: تَعِسَ الشَّيْطَان فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَان فَإِنَّك إِذَا قُلْت تَعِسَ الشَّيْطَان تَعَاظَمَ وَقَالَ بِقُوَّتِي صَرَعْته وَإِذَا قُلْت بِسْمِ اللَّه تَصَاغَرَ حَتَّى يَصِير مِثْل الذُّبَاب " هَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَة الْإِمَام أَحْمَد وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَابْن مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيره مِنْ حَدِيث خَاله الْحَذَّاء عَنْ أَبِي تَمِيمَة وَهُوَ الْهُجَيْمِيّ عَنْ أَبِي الْمَلِيح بْن أُسَامَة بْن عُمَيْر عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْت رَدِيف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَه وَقَالَ " لَا تَقُلْ هَكَذَا فَإِنَّهُ يَتَعَاظَم حَتَّى يَكُون كَالْبَيْتِ وَلَكِنْ قُلْ بِسْمِ اللَّه فَإِنَّهُ يَصْغُر حَتَّى يَكُون كَالذُّبَابَةِ" فَهَذَا مِنْ تَأْثِير بَرَكَة بِسْمِ اللَّه وَلِهَذَا تُسْتَحَبّ فِي أَوَّل كُلّ عَمَل وَقَوْل. فَتُسْتَحَبّ فِي أَوَّل الْخُطْبَة لِمَا جَاءَ " كُلّ أَمْر لَا يُبْدَأ فِيهِ بِ " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم " فَهُوَ أَجْذَم وَتُسْتَحَبّ الْبَسْمَلَة عِنْد دُخُول الْخَلَاء لِمَا وَرَدَ مِنْ الْحَدِيث فِي ذَلِكَ. وَتُسْتَحَبّ فِي أَوَّل الْوُضُوء لِمَا جَاءَ فِي مُسْنَد الْإِمَام أَحْمَد وَالسُّنَن مِنْ رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة وَسَعِيد بْن زَيْد وَأَبَى سَعِيد مَرْفُوعًا" لَا وُضُوء لِمَنْ لَمْ يَذْكَر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ " وَهُوَ حَدِيث حَسَن. اهـ

* أنها مأمور بها عند الذبح "فكلوا مما ذكر اسم الله عليه "

* أنها سبب للبركة في الطعام فعن وحشي بن حرب رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع؟ فقال: [فلعلكم تفترقون] قالوا: نعم، قال: [فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه] (رواه أبو داود) وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه: [ .... وإذ دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان:أ دركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء] (رواه مسلم).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير