تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بابٌ في أنَّ "نغمةَ" جوَّالِ الرجلِ مئنّةٌ من عقلِه

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[23 - 07 - 03, 07:04 ص]ـ

ولئن قال الصاحب بن عبادٍ: (كتابُ المرءِ عنوانُ عقلِه، بل عيارُ قدرِه، ولسانُ فضلِه، بل ميزانُ علمِه ... ) اهـ[اليتيمة (3/ 282)]

فإن الزمانَ قد استدار، واكتفى الناس بالجوال ورسائلِهِ، عن الكاغد وصحائفه، أو كادوا!

فلا جرَمَ أن غدت "نغماتُه"؛ شُعاعَ "عقلِ" صاحبِه، فصارت كالمرآةِ، تجلو عن وجه من تأثَّلها وتمثَّلها ... فانظُر أيا أُخيَّ "بماذا تُعنْوِِنُ" ...

ويعجبني سمتُ الفتى وبهاؤُهُ ...... فيسقُط من عَيْنَيَّ ساعةَ "يُنغِمُ"

وهذه التي تدْعى "نغماتٍ"، من بلايا هذا الزمان، وهي أضربٌ شتَّى:

فمنها كسجعِ الحَمام ...

ومنها كحمَّى السقام ...

ومنها كصليل الحسام ...

ومنها كقهقهةِ "المَدَام" (1) ...

ومنها كصرصرةِ اللّجام ...

ومنها خشخشةٌ بلا انتظام ...

ومنها جالبُ منام ...

ومنها موتٌ زؤام ...

ومنها تمامٌ في تمامٍ في تمام ...

وكلٌّ يعملُ على شاكلتِه ...

ولقد قال بعضُ صالحينا ـ وصدق فيما قال ـ: إن تلك النغمات لدالَّةٌ على شخصية صاحبها، إن عقلاً، أو حمقاً ... اهـ بمعناه

ولا يذهبنَّ عليك تفاوتُ ما بين الشيوخ والأحداث، غيرَ أنّ البليَّةَ من تشبُّبِ المشيَخَة!

فوربِّنا ما أقبح "الشيخ" يمرُّ بك، سمتٌ وروقٌ، فإذا "رنَّ " جواله فإذا السفاهةُ ناطقةٌ!

ولا يذهبنَّ عليكَ ما بينَ النسورِ والبَغاث، غير أن البليَّة من "تنسُّرِ" الهوامّ!

فيا للهِ ما أقبح أن يمر بك الشخصُ مستأسِداً، فإذا "لَحَنَ" جوَّالُه، فإنما هو تكسُّرٌ وتغنُّج!

ألا فرضيَ الله عن "صاحبِ الدِّرَّة"، وأغاثنا الربّ من هذا المَوَتَان ...

قال أبو عبدالله: ولئن كانَ هذا خارجَ الصلاة، فما القولُ في أثنائها، ولقد قلتَ شيئاً يشبه القريضَ، وليسَ بِهِ:

علمْتُ فساد النغم عند صدورِهِ .... فزايلتُهُ قبلَ الصلاةِ بجوّالي

فصرتُ قرير العين لمَّا كتمتُهُ ..... كذا يفعلُ العبدُ الضعيفُ كأمثالي

والسلام

ـــــــــــــــــ

(1) المَدام: بفتح الميم، زعموا أنها تطلق على المرأة، وهي أعجميةٌ معرَّبة مخرَّبة، وإنما أُقحِمت هنا ليستقيمَ السجع، فاللهمَّ غفراً!

ـ[مركز البحوث]ــــــــ[23 - 07 - 03, 10:07 ص]ـ

أحسنتَ و أجدتَ .. لله درك.


محمد هيثم

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 07 - 03, 03:25 م]ـ
بارك الله فيكم أبا عبدالله ... وأعاننا وإياكم والمسلمين على الصبر وتجرع أفعالهم.
إنها نفثة مشتركة.
وأزيدكم.
بعض هؤلاء (من المنتسبين لطلب العلم) ثقيل حتى في الصلاة، وفي دروس العلم.
ويرمقه العقلاء بأعينهم، ولا إحساس، فقد مات منذ زمن.
اللهم اصرف عنا كل ثقيل.

ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 07 - 03, 08:15 م]ـ
درر يا أبا عبدالله .. كلامك درر، ولا أبالغ.

نفعنا الله بك.

ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 - 07 - 03, 09:07 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الأخ الفاضل الأديب الشيخ / أبو عبد الله النجدي
وفقه الله لكل خير وهدى وصلاح ونور وعافية.

في الصّميم

وربي.

أحسن الله إليك.

محبكم
أبو العالية

ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[23 - 07 - 03, 10:58 م]ـ
لا فض فوك أبا عبد الله ..

وتالله إن الخرق قد اتسع. . والأمر تعدى حده حتى الجزع ..

نعوذ بالله من قوم سرقوا من المصلين لب صلاتهم ..

وترى الواحد منهم يتكرر الإتصال عليه وتصخب المسيقا في بيت الله مرار وقد يفكر هل الحركة بإخراجه وإغلاقه تبطل الصلاة أم لا!!!!!!!! يا لله!! على هذا الورع .. أين هو من غشيان الشبهات؟؟؟

ومن العجائب والعجائب جمةٌ .. أني مسكت كبير قومه ذات يوم وقد آذانا برنين نقاله .. فقلت أما تخاف الله حين سمعته لِم َلم تطفئه؟؟؟؟؟

فقال وليته لم يقل أخاف أن يزعل إذا سكرت في وجهه ... وما أحوجه هو لصفعة على خده .. وشر البلية ما يضحك!!!

فما رأيكم أبا عبد الله والإخوة في حل لهذه القارعة التي غشيت مساجدنا؟؟؟؟؟

فهل الحل أن يقول الإمام استوو وأغلقوا جوالاتكم؟؟؟

وماذا عن المتأخرين عن تكبيرة الإحرام ..

أم أن الحل أن توضع لائحة ضوئية فلا يخلوا مسجد من الورقات اللاصقة المنبهه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير