تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سنة عظيمة من سنن غسل الجنابة]

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 08 - 03, 02:18 ص]ـ

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في فتح الباري (شرح حديث رقم (272))

قلت: قول عائشة: ((حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليهِ الماء ثلاث مرات))، يرد هذا [كله]، ويبين أن التخليل كانَ لغسل بشرة الرأس، وتبويب البخاري يشهد لذَلِكَ -أيضاً.

وهذه سنة عظيمة من سنن غسل الجنابة، ثابتة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لم ينتبه لها أكثر الفقها، مع توسعهم للقول في سنن الغسل وأدائه.

ولم أر من صرح به منهم، إلا صاحب ((المغني)) من أصحابنا، وأخذه من عموم قول أحمد:

الغسل على حديث عائشة.

وكذلك ذكره صاحب ((المهذب)) من الشافعية، قالَ -بعد ذكر الوضوء -:

ثم يدخل أصابعه العشر في الماء، فيغترف غرفة يخلل بها أصول شعره من رأسه ولحيته، ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات.

وفي هذا زيادة على ما في حديث عائشة، وهو تخليل اللحية.

ومذهب الشافعي: وجوب إيصال الماء إلى باطن اللحية، وإن كانت كثيفة، في الجنابة دون الوضوء.

وعن مالك في وجوب ذَلِكَ في الغسل روايتان.

وأما أصحابنا فيجب ذَلِكَ عندهم - في المشهور.

ولهم وجه ضعيف، أنه لا يجب.

وحكي مثله عن المزني.

وكلام أكثرهم، يدل على أن المغتسل يتوضأ، ثم يصب على رأسه الماء ثلاثاً، ويخلل أصول الشعر مع ذَلِكَ.

وقد وجد في كلام الأئمة، كسفيان وأحمد وإسحاق، ما يدل على ذَلِكَ.

واتباع السنة الصحيحة التي ليس لها معارض أولى.

وقد روى قتادة، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانَ إذا أراد أن يغتسل من جنابة توضأ وضوءه للصلاة، ثم صب على رأسه ثلاث مرار، يخلل باصابعه أصول الشعر.

خرجه الإمام أحمد.

وهذه الرواية تشهد لما قاله أكثر الفقهاء: إنه يصب الماء على رأسه، ثم يخلله

بأصابعه.

ولكن رواية هشام، عن أبيه، المتفق على صحتها، مقدمة على رواية قتادة.

وليس في ترك ذكر هذا في حديث ميمونة ما يوجب تركه؛ لأن ميمونة حكت غسل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قضية معينة، وعائشة حكت ما كانَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يفعله إذا اغتسل من الجنابة، فالأخذ بروايتها متعين، والله أعلم.

ـ[المقرئ.]ــــــــ[20 - 08 - 03, 03:33 ص]ـ

ومن باب إتمام الفائدة:

قال الحافظ ابن رجب [ولكن رواية هشام، عن أبيه، المتفق على صحتها، مقدمة على رواية قتادة]

وهناك علة أخرى وهي: أن قتادة لم يسمع من عروة كما قال الإمام أحمد والبرديجي

محبكم المقرئ = القرافي

ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[21 - 08 - 03, 01:54 ص]ـ

جزاكم الله خير الجزاء ...

وجعلنا الله جميعاً ممن يحيي جميع السنن وخصوصاً ما اندرس منها أو

خفي على كثير من الناس بتوفيق الله ومعونته فلا حول ولا قوة إلا بالله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير