قال أحمد: كان جابر، وعلي، وعبد الله: يصلونها في جماعة. قال الطحاوي: كل من اختار التفرد ينبغي أن يكون ذلك على أن لا يقطع معه القيام في المساجد، فأما التفرد الذي يقطع معه القيام في المساجد فلا. ويروى نحو هذا عن الليث بن سعد، وقال مالك والشافعي قيام رمضان لمن قوي في البيت أحب إلينا؛ لما روى زيد بن ثابت قال: احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاته قال ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا، فقال ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" رواه مسلم.
ولنا إجماع الصحابة على ذلك وجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأهله في حديث أبي ذر،وقوله:" إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة".
وهذا خاص في قيام رمضان فيقدم على عموم ما احتجوا به،وقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لهم معلل بخشية فرضه عليهم، ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم القيام بهم معللا بذلك أيضا، أو خشية أن يتخذه الناس فرضا وقد أمن هذا أن يفعل بعده، فإن قيل: فعلي لم يقم مع الصحابة؟ قلنا قد روي عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا رضي الله عنه قام بهم في رمضان. وعن إسماعيل بن زياد قال مر على المساجد وفيها القناديل في شهر رمضان فقال: نور الله على عمر قبره كما نور علينا مساجدنا".رواهما الأثرم.
ولعلي أختم هذه النقول بهذا الأثر عن الحسن رحمه الله ففيه اختيار حسن موفق:
مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر ص 231
صالح المري رحمه الله: سأل رجل الحسن رحمه الله يا أبا سعيد هذا رمضان أظلني وقد قرأت القرآن فأين تأمرني أن أقوم وحدي أم أنظم إلى جماعة المسلمين فأقوم معهم؟
فقال له: إنما أنت عبد مرتاد لنفسك فانظر أي الموطنين كان أوجل لقلبك وأحسن لتيقظك فعليك به.
هذا الاختيار حسنٌ من الحسنِ رحمه الله لاسيما إذا ابتليت بإمام لا يحسن القراءة، أو يقصرها جدا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 10 - 03, 09:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا موضوع متعلق بالمسألة للفائدة:
هل تسن التراويح في المسجد الحرام والذهاب إليه من طلبة العلم من البلدان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4376)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[14 - 10 - 03, 12:07 م]ـ
يعني يا شيخ عبد الرحمن السديس أفهم من العنوان أنه ما تبغانا نصلي وراك في الحرم هذه السنة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 10 - 03, 01:05 م]ـ
هذا ليس إمام الحرم أخي راجي رحمة ربه
إنما هو
عبدالرحمن بن صالح السديس
وإمام الحرم
عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 10 - 03, 09:07 ص]ـ
الأخ خالد بن عمر جزاك الله خيرا على الإضافة والإجابة.
الأخ راجي رحمة ربه، أجابك أخي خالد.
ـ[أخوكم]ــــــــ[25 - 10 - 03, 05:13 م]ـ
ما حكم الشخص الذي اقتدى بابن عمر _ رضي الله عنهما _فوصف من ينصت للقرآن بأنه كالحمار ...
؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[25 - 10 - 03, 06:39 م]ـ
كلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد أقر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه على الإنصات خلفه تلك الليالي التي صلاها بهم، ولما لم يخرج - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للصلاة بهم لم يعلل عدم خروجه بكراهة الإنصات للإمام وإنما علله بخشية أن يفرض القيام عليهم.
وكذلك كبار الصحابة الذين كانوا ينصتون لقراءة أبي بن كعب وتميم الداري رضي الله عنهما لم يكونوا كالحمير _ حاشاهم _
ولذا أوصي نفسي وإخواني ألا نغفل عن كون هدي المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكمل الهدي.
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:53 م]ـ
¥