وما ذا عن رواية الخمسة ((عن أبي ذر قال صمنا مع رسول الله فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا له يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح قلت له وما الفلاح قال السحور لفظ الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح وابن أبي شيبة أخرجها
ولست أتحدث عن الفضل
وإنما عن كلمة ابن عمر رضي الله عنه إن صحت عنه
وقال في الاستذكار:
قال أبو عمر القيام في رمضان نافلة ولا مكتوبة إلا الخمس وما زاد عليها فتطوع بدليل حديث طلحة هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع
وقال عليه السلام صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة (1)
فإذا كانت النافلة في البيت أفضل منها في مسجد النبي عليه السلام والصلاة فيه بألف صلاة فأي فضل أبين من هذا
ولهذا كان مالك والشافعي ومن سلك سبيلهما يرون الانفراد في البيت أفضل في كل نافلة
فإذا قامت الصلاة في المساجد في رمضان ولو بأقل عدد فالصلاة حينئذ في البيت أفضل
وقد زدنا هذه المسألة بيانا في التمهيد والحمد لله
223 وأما حديث مالك عن داود بن الحصين أنه سمع الأعرج يقول ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان (2) قال وكان القارئ يقرأ سورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف
ففيه إباحة لعن الكفرة كانت لهم ذمة أو لم تكن
وليس ذلك بواجب ولكنه مباح لمن فعله غضبا لله في جحدهم الحق وعداوتهم للدين وأهله
وأما قوله في رمضان فمعناه أنهم كانوا يقنتون في الوتر من صلاة رمضان ويلعنون الكفرة في القنوت اقتداء برسول الله في دعائه في القنوت على رعل وذكوان وبني لحيان الذين قتلوا أصحاب بئر معونة
وروى بن وهب عن مالك في القنوت في رمضان إنما يكون ذلك في النصف الآخر من الشهر وهو لعن الكفرة يلعن الكفرة ويؤمن من خلفه
ولا يكون ذلك إلا بعد أن يمر النصف من رمضان ويستقبل النصف الآخر
ـ[الناصح]ــــــــ[26 - 10 - 03, 01:24 ص]ـ
هل صحت السند تعني صحة المسند (نقد المتن أليس له نصيب أخي عبدالرحمن السديس) في رواية ابن عمر
ناصح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:33 ص]ـ
عفوا معاشر الأخوة لمن انتبه للتعقيبات
بالنسبة للسند فهو في غاية الصحة، لأنه مسلسل بالأئمة الحفاظ.
وأما المتن فما يظهر لي وجه في نقده، مع أن سنده في الغاية من القوة، ووجود الشواهد العامة على هذا ككون ابن عمر رضي الله عنه لا يصلي مع الإمام.
وكلمة ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه فيها شدة وغرابة، وهي موجهة لهذا الرجل السائل، ولم يقل ابن عمر رضي الله عنه أن من صلى خلف الإمام في رمضان فهو حمار.
فيفهم منها حث السائل على الصلاة وحده، والقراءة، وعدم الاستماع فقط؛ فيشبه استماعك وعدم نطقك استسماع ....
هذا ما يظهر لي والله أعلم.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[27 - 10 - 03, 04:33 ص]ـ
فيفهم منها حث السائل على الصلاة وحده، والقراءة، وعدم الاستماع فقط؛ فيشبه استماعك وعدم نطقك استسماع ....
وهذا الذي فهمته من كلام ابن عمر رضي الله عنهما، فإنه لا يتبادر إلى الذهن هنا أنّه يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أكثر الصحابة علمًا وعملاً بها. وكوْن القيام وراء الإمام سنّة في رمضان لا يخفى على من هو بمنزلة ابن عمر!
فكان الذي يعنيه هنا - والله أعلم - هو ألاّ يترك القيام وحده اعتمادًا على الإمام. وهذا توجيه مهم في الحقيقة، إذ أن كثيرًا من حملة كتاب الله يغفلون عن قيام شيءٍ من ليالي رمضان وحدهم.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:07 ص]ـ
!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:09 ص]ـ
أخي الجامع جزاك الله خيرا، أنت حاكمت ابن عمر على الراجح عندك وهو أن الصلاة في المسجد أفضل فخرجت بهذا الفهم، والحق أنه يفهم من فعل ابن عمر وقوله أن الصلاة في البيت أفضل.
اقرأ هذه الآثار:
قال ابن أبي شيبة ثنا ابن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه كان لا يقوم مع الناس في شهر رمضان.
وقال الطحاوي حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: قال: رجل لابن عمر رضي الله عنهما أصلى خلف الإمام في رمضان؟ فقال: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم. قال: صل في بيتك.
واقرأهذا الحديث:
عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر حجرة في المسجد من حصير فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته فظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم فقال: ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم منذ الليلة حتى خشيت أن يكتب عليكم قيام الليل، ولو كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة ".
الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم:فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة ".
ولعلك تعيد قراءة الآثار المذكورة في المشاركة الأولى.
وفقنا الله للصواب.
¥