ـ[أبو حسين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 08:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: الرسول صلى الله عليه وسلم صلى ثلاثة أيام من العشر الأواخر في الليالي الوتر وكان يتحرى ليلة القدر ولم يقم رمضان كله والعبادات الأصل فيها التوقف فكيف تصلي كل رمضان؟
ثانيا: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لم يقل إنها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال " إني أرى لو جمعت الناس على إمام واحد لكان أمثل " وهذا دليل على إن هذا اجتهاد ورأي من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال " نعمت البدعة " وهذا تصريح منه رضي الله عنه إنها بدعة حسنه وهو أول من قسم البدعة إلى قسمين حسنه ومذمومة.
ثالثا: لم يثبت أن كبار الصحابة رضي الله عنهم صلوا هذه الصلاة منهم:
عمر بن الخطاب نفسه ولا عثمان ولا علي ولا ابن عباس ولا ابن عمر وأنكرها أبي بن كعب وأبو امامة وابن عمر رضي الله عنهم.
رابعا: قلت: عن مجاهد قال: قال: رجل لابن عمر رضي الله عنهما أصلى خلف الإمام في رمضان؟ فقال: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم قال: صل في بيتك.
اقول: هذا الأثر ضعيف رواه الطحاوي في معاني الآثار وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل ولقد قال عنه البخاري: منكر الحديث وقال ابن حجر صدوق سيئ الحفظ وقد خالف من هو أوثق منه وهو وكيع في رواية ابن أبي شيبه وهي: عن وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: سأل رجل ابن عمر أقوم خلف الإمام في شهر رمضان؟ فقال: " تنصت كأنك حمار.وهذا الأثر هو أصح الآثار التي جاءت عن ابن عمر رضي الله عنه والزيادة الأخيرة أيضا منكره وهي " صل في بيتك " لأن أسانيدها ضعيفة وتخالف الرواية الصحيحة السابقة و تخالف فعل ابن عمر لأنه كان يصلي في المسجد بعدما يخرج الناس فلو كان قوله استحبابا أو أفضليه لما كان يترك بيته ويصلي في المسجد وهذا هو نص الأثر: " عن نافع: كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي العشاء في المسجد في رمضان ثم ينصرف نحن القيام فإذا انصرفنا أتيته فأيقظته فقضى وضوءه وتسحيره ثم يدخل المسجد فكان فيه حتى يصبح " رواه الطحاوي في معاني الآثار (1/ 352) وابن أبي شيبه 2/ 397 و مختصر كتاب قيام رمضان ص 71 ولو كان الأمر استحبابا لما قال له ابن عمر رضي الله عنه " كأنك حمار " لأن السلف لا يستعملون هذه اللفظة إلا في شيء مذموم كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " أما يخشى أحدكم، أو ألا يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه قبل الإمام، أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار. " رواه البخاري
خامسا: إن قول ابن عمر " أتقرأ القرآن " هذه زيادة منكره وهاك الدليل:
قال عبد الرزاق الصنعاني ثنا الثوري عن منصور عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ قال: أتقرأ القرآن، قال: نعم قال: أفتنصت كأنك حمار صل في بيتك (1)
قلت: في هذا الرواية التي فيها زيادة (أتقرأ القرآن، قال: نعم) فهي زيادة منكرة، وستأتي رواية وكيع من طريق سفيان الثوري فهي سالمة من هذا النكارة والاضطراب.
فوكيع من أصحاب الثوري الخاصين المشهورين.
فقد سئل ابن معين عن أصحاب سفيان من هم؟ فقال " المشهورون: وكيع، ويحيى وعبد الرحمن، وابن المبارك، وأبو نعيم، هؤلاء الثقات، فقيل له: فأبو عاصم، وعبد الرزاق، وقبيصة وأبو حذيفة؟ فقال: هؤلاء ضعفاء (2)
وقال أبو بكر بن أبي خيفمة: سمعت يحيى بن معين وسئل عن أصحاب الثوري، وأيهم أثبت؟
فقال: هم خمسة، يحيى القطان، ووكيع، وابن المبارك وابن المهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأما الزيابي وأبو حذيفة، وقبيصة بن عقبة، وعبيد الله، وأبو عاصم من بعض أحمد الزبيري، وعبدالرزاق، وطبقتهم فيهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض وهم ثقات كلهم، ودون أولئك في الضبط والمعرفة " (3)
وقال ابن عدي عن عثمان الدارمي قال: " سألت ابن معين، قلت: فعبد الرزاق في سفيان؟ فقال: كلهم، يعني: مثل الزيابي، وقبيصة، وعبيد الله بن موسى، وابن يمان، وأبو حذيفة، وليس بالقوي " (4)
وقال ابن رجب من رواية الأثر عن أحمد قال: " سماع عبد الرزاق بمكة من سفيان مضطرب جدا، روى عنه عن عبيد الله أحاديث صحاح (5)
¥