فقول عمر من يشبه قول ابن عمر رضي الله عنهما في صلاة الضحى عندما سئل عنها فقال: "بدعة ونعمت البدعة"، والأثر عند ابن أبي شيبة وقد صححه ابن حجر في الفتح، قال ابن كثير –وغيره
من أهل العلم عليهم رحمة الله: "والبدعة على قسمين؛ تارة تكون بدعة
شرعية، كقوله فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وتارة تكون بدعة لغوية: كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم نعمت البدعة هذه".
والخلاصة أن الصحابة نقل عنهم القيام زرافات ووحداناً قبل أن يجمعهم عمر رضي الله عنهم أجمعين.
والنبي صلى الله عليه وسلم جمعهم قبل عمر فإن قلت في أيام مخصوص قلتُ راجع الوقفة الأولى.
ولايخالف هذا أن بعض الصحابة لم يكن يراها الأفضل ولكن الحديث عمن حرمها ومنعها.
تنبيه:
إنكار أبي لها وأبي أمامة لايثبت سنداً وإن ثبت فلايسلم به دلالة، وقد حمل ابن رجب كلام أبي على الوجه الذي نقلته في أول هذه الوقفة فليراجع إليه لاستبانت عدم التسليم بالدلالة أما السند فقد رواه الضياء في المختارة ورواه غيره وفيه ولعله منكر فهو من رواية أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي عن الربيع، وأبوجعفر مختلف فيه وأحسن أحواله أنه صدوق سيء الحفظ كما أشار الحافظ، غير أنه منكر الرواية عن الربيع، قال في مشاهير علماء الأمصار (1/ 126): "الربيع بن أنس بن زياد البكري سكن مرو، سمع أنس بن مالك، وكان راوية لأبى العالية، وكل ما في أخباره من المناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي".
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (3/ 207): "ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً" وكلام ابن حبان –الذي أشار إليه الحافظ- في الثقات (4/ 228).
وأبوجعفر وهو عيسى بن ماهان الرازي، اختلف كلام أئمة الشأن فيه، بين مصحح ومضعف، والذي يظهر –والله أعلم- أن أحسن أحواله أن يكون كما قال الحافظ ابن حجر وهو أنه: "صدوق سيء الحفظ" (التقريب 629)، هذا في الجملة، ولكنه ضعيف في من أثرت له مناكير عنهم كأبي العالية، وقد قال ابن حبان: "كان ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير" (السير 7/ 348).
وهذا الحديث لم يروه عن الربيع بن أنس غيره، فلا يقبل تفرده به
وقد ضعف الحديث غير واحد من أهل العلم، منهم العلامة الألباني في التراويح.
أما ما أشرت إليه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه فغير موفق -هذا إن كنت تعني ما أخرجه الطبراني- فقد نقل عنه كما في الأوسط للطبراني ما يفيد الأمر بالمداومة عليها، وفيه قوله: " وإنما قيامه شيء أحدثتموه فدوموا عليه فإن ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها"، كما أن هذا الأثر ضعيف لايثبت فإن فيه زكريا بن أبي مريم وهو ضعيف، ومن فهم منه أنها لم تكن قبل عهد عمر أو لم يجمع لها الناس قبله ففهمه مخالف للنصوص الصحيحة الصريحة التي تقدمت الإشارة إلى طرف منها.
أكتفي بهذه الوقفات الثلاث فإن فيها إشارات إلى ما أردت أو أراد الشيخ عبدالرحمن بيانه، والمسألة تحتاج إلى مزيد بسط خاصة بعد أن بدأ يشيع في وسط منتسب إلى العلم والسلف مقت هذه السنة النبوية العمرية وأسأل الله أن ييسر بسط رسالة لمناقشتها والله المستعان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:28 م]ـ
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- أنا أحب الأعضاء الذين يولدون في أثناء المواضيع! فأهلا بك أخي أبا الحسن فهذه مشاركتك الأولى فلعلي أول مرحب بك.
- قلتَ: بعد هذه الفترة الطويلة نوعاً ما ..
قلتُ: في المشاركة رقم 22 التي حذفها الأخ المشرف! ما نصه معذرة كنت مسافرا ولم أنتبه للتعقيبات، وكنت قسمت تلك المشاركة قسمين لوجود الخلل الفني في رفع المواضيع وبدأت الثانية بـ ورأيت ... , لذا لم أنتبه أيضا لتعقيبات الإخوة، وهذا تعقيب الأخ الشيخ حارث همام لم يظهر له أثر من الخارج.
وبالمناسبة فأجدها فرصة ما دام أني اضطررت للرد:
- أحيانا يكون الشخص مشغولا، مريضا، مسافرا، ... الخ
فملاحقته لماذا لا يوجد رد، أنغلق الموضوع لعدم وجود رد ... = خطأ.
¥