وجاء ذلك من رواية سعيد بن منصور من طريق مجاهد , لكن عقب عليه محقق عبد الرزاق الصنعاني فقال مستدرك: هي من رواية سالم وليس من رواية ابن عمر التي من طريق سعيد بن منصور (كذا في الحاشية رقم 4869)
الخلاصة:
تقدم رواية البخاري التي من طريق مجاهد , ورواية الحكم بن الأعرج التي من طريق ابن أبي شيبة , وتلكما روايتان صحيحتان سندا ومتنا أما الروايات الأخرى فهي أما مضطربة الإسناد أو مخالفة في المتن مع وجود رجال في الإسناد لهم أوهام أو ضعف , فلا يقدمون على رواية البخاري وابن أبي شيبة الصحيحة وخاصة أن منهج ابن عمر رضي الله عنهما استنكار تحسين البدع حيث قال: " كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة ". رواه ابن بطة في الإبانة عن أصول الديانة 2/ 112 /2 , أصول الإعتقاد للالكائي 1/ 126وغيره (المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي) و ابن أبي شيبة بسند صحيح وابن نصر في السنة رقم 70 – بتحقيق علي الحلبي
قلت: تارة تكون بدعة شرعية , كقوله صلى الله عليه وسلم فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة , وتارة تكون بدعة لغوية: كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم نعمت البدعة هذه".
أقول: إذا كانت البدعة في العبادات المحضة تكون بدعة شرعيه وإذا كانت في غير العبادات تكون لغوية.
والدليل على هذا أن كل الذين يقسمون تقسيمك السابق يستشهدون بنفس الدليل وهو قول عمر رضي الله عنه " نعمت البدعة " فهل تستطيع أن تأتني بمثال واحد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة؟
أما تضعيفك لأثر أبي بن كعب رضي الله عنه فهو غير صحيح لأن أبي جعفر عيسى بن ماهان تفرد به لأن الحديث له شاهد من حديث البخاري وهو قول عمر " نعمت البدعة " وتعريف البدعة هو: شيء أحدث على غير مثال سابق وهذا المعنى يوافق معنى البدعة الشرعية وله شاهد ثاني من حديث أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه وهو قوله " القيام شيء ابتدعتموه " وهذا دليل على ان هذا الفعل لم يكن.
وأما أبن حبان قال: " ينفرد بالمناكير عن المشاهير بالمناكير لا يعجبني بحديثه إلا فيما وافق الثقات. وفي هذا الحديث لم يخالف الثقات بل وافقهم.
و قال محقق الأحاديث المختارة، عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: إسناده حسن.
ويتبين أن هذا الحديث ليس من الأحاديث المنكرة ولم يضعف هذا الأثر على حسب علمي أحد من المتقدمين ولا المعاصرين غير الشيخ الألباني.
ثم ضعفت أثر أبي أمامة الباهلي وقلت: " كما أن هذا الأثر ضعيف لا يثبت فإن فيه زكريا بن أبي مريم وهو ضعيف ".
أقول: من الذي قال عن زكريا بن أبي مريم أنه ضعيف؟
بل زكريا بن أبي مريم صدوق يخطأ ولم يقل أحد من الأئمة إنه ضعيف وسوف أذكر لك تحقيق أحد طلبة العلم لهذا الأثر:
اثر أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه:
اخرج ابن أبي الدنيا قال حدثنا شجاع، حدثنا هشيم قال أنبأنا زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال: سمعت أبا أمامه الباهلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أحدثتم قيام شهر رمضان ولم يكتب عليكم إنما كتب عليكم الصيام، (فدوموا على القيام إذا فعلتموه، ولا تتركون)، فإن ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة لم يكتبها الله عليهم ابتقوا بها رضوان الله فلم يرعوها حق رعايتها فعاقبهم الله بتركها قال:
" ورهبانيه ابتدعوها ما كتبناها عليهم .... الآية ") 1 (سنده حسن
رجال الإسناد:
شجاع بن مخلد الفلاس وهو صدوق.
هشيم بن بشير الوسطي ثقة ثبت، وقد صرح بالتحديث فانتفى عنه علة التدليس.
زكريا بن أبي مريم الخزاعي سيأتي الكلام عليه في محله.
واخرج الطبراني نحوه فقال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا اسماعيل بن عمر قال سمعت هشيم عن زكريا به.
وفي سنده محمد بن أبان، ضعفه أبو داود ويحيى بن معين وقال البخاري ليس بالقوي.
وقال النسائي محمد بن أبان صالح كوفي ليس بثقة، وقال ابن حبان ضعيف، وقال أيضا: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال الساجي: يتكلمون في حفظه، ولا يعتمد عليه.
وقال الحاكم في المستدرك: واهي الحديث لا يحتج به) 2 (.
وفي سنده كذلك، اسماعيل بن عمر والبلجلي.
قال أبو حاتم والدراقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها.
¥