تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ أبو بكر الخطيب: قد أساء شعبة في اختياره حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وترك التحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان. لان محمد بن عبيد الله لم يختلف الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه وسقوط روايته، واما عبد الملك فثناؤهم عليه مستغيض وحسن ذكرهم له مشهور (تهذيب الكمال 4/ 556 حققه).

قلت: عبد الملك يقارب حال زكريا الخزاعي قال عنه ابن حجر صدرت له إو هام (4212). صورة أخرى لتشدد شعبة إذ جعل أبو هريرة رضي الله عنه موسى.

قال الزركشي في " النكت " (2/ 69):

" إنما أراد به إسقاط الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان، كما اتفق له في حديث صوم الجنب، لما أنكر عليه، قال: حدثنيه الفضل بن العباس، ولا ينبغي إطلاق مثل هذه العبارة في حق الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، إنما ذلك إرسال ".

وقال الإمام الذهبي: " قسم منهم متعنت في الجرح، متثبت في التعديل يغر الراوي بالفلطتين والثلاث، ويلين بذلك حديثه، فهذا إذا وثق شخصا فعض على قوله بناجذبك، وتمسك بتوثيقه، وإذا ضعف رجلا، فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه، فإن وافقه ولم يوثق ذلك أحد من الخلاق فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهو الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلا مفسرا، يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلا: ضعيف، ولم يوضح سبب ضعفه، وغيره قد وثقه، فمثل هذا يتوقف في تصحيح حديثه، وهو إلى الحسن اقرب، وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني: متعنتون " أهـ (1)

وقال السيوطي: " واختار شيخ الإسلام تفصيلا حسنا، فإن كان من جرح مجملا وقد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن لم يقبل الجرح فيه أحد كائنا من كان إلا مفسرا لأنه قد ثبت له رتبة الثقة فلا يزحزح عنها إلا بأمر جلي (التدريب 1/ 308)

قلت: إذا تحمل صيحة شعبه على أن الجرح مجمل وليس بمفسر، وكان انتقاده أن زكريا الخزعي أوقف الحديث على أبي إمامة وهو حديث مرسل فهذا الوهم لا يجعله ضعيفا مع صدقه فيكون حالة صدوق يهم لا أقل من ذلك، واليك ماغمزه شعبة.

قال خلف بن الوليد: حدثنا هشيم عن زكريا بن أبي مريم الخزعي، سمعت أبا إمامة.

قال: إن بين شفير جهنم إلى قعرها سبعين خريفا من صخرة تهوي، فقيل له: تحت ذلك من شيء؟ قال نعم في وآثام. أهـ.

قال ابن أبي حاتم عقب حكاية ابن مهدي: فدلت صيحة شعبة أنه لم يرضه، ونسبه فقال: زكريا بن خالد بن يزيد بن حارثة عن النبي مرسل (2)

قلت: قد اتضح لما كانت صيحة شعبة لأنه يعرف هذا الإثر أو الحديث مرسل و زكريا أوقفه فمنها كانت صيحة وتعجبه، وله رواية أخرى لم يتكلم فيها وهي مجمله وتلك مغسرة.

عن أبي أمامه واسطي حديثنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن أحمد قال ثنا على سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكر بن أبي مريم سمع من أبي إمامة فجعل يتعجب ثم ذكره فصاح صيحة وهذا الحديث ثنا بشر بن أبي موسى الأسري قال حدثنا خلف بن الوليد قال: الحديث بتمامه. (3)

قلت: ووجدت للإمام أحمد أنه لم يرضى عن صالح بن أبي الأخضر.

قال المروزي: لم يرضه. (بحر الدم فيمن تكلم فيه بمدح أو ذم 21 رقم 453 تحقيق وصي الله)


1 - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل 195 للذهبي
2 - لسان الميزان رقم 3499
3 - لسان الميزان رقم 542

وفي رواية أبي زرعة الدمشقي: قلت لأحمد: صالح يحتج به؟ قال: يستدل به ويعتبر به. (1)
فمدلول يحتج به يرادف يستدل به ويعتبر به وعلى هذا يكون بمرتبة الصدوق يختلف عنه صالح الاعتبار. وكما آن الدارقطني قال في زكريا الخزاعي يعتبر به ومرة قال لا بأس به أي أنه يحتج به كما بينت سالفا.
وقال ابن عدي: وهشيم يروي عن زكريا بن أبي أمامه القليل، وليس فيما روى عنه هشيم حديث له رونق وضوء أهـ (الكامل لابن عدي 3/ 214)
وهذا ليس جرح مفسر.
وقال النسائي: زكريا ليس بالقوي.
قلت: قد عرف النسائي في تشدوه في كتابه صحيح النسائي ولا يدخل فيه إلا من كان موثوق به وفيهم من حاله " ليس بالقوي ".
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير