ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 07 - 04, 11:07 ص]ـ
"وقال ابن عبد البر: لم يسن عمر بن الخطاب منها إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويرضاه ولم يمنع من المواظبة إلا خشية أن تفرض على أمته وكان بالمؤمنين رءوفا رحيما صلى الله عليه وسلم فلما علم عمر ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها للناس وأحياها وأمر بها وذلك سنة أربع عشرة من الهجرة وذلك شيء ذخره الله وفضله به ولم يلهمه أبا بكر وإن كان أفضل وأشد سبقا إلى كل خير بالجملة ولكل واحد منهم فضائل خص بها ليست لصاحبه وكان علي يستحسن ما فعل عمر من ذلك ويفضله ويقول: نور شهر الصوم. وروي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) ".
عن فتاوى السبكي 1/ 150
ثم قال رحمه الله:
"وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) ولا شك أن عمر من الخلفاء الراشدين فسنة التراويح ثابتة بهذين الحديثين مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال أو أكثر وجمع الناس لها كما تقدم في حديث أبي ذر وفعل الصحابة لها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته قبل خروجه إليهم كما تقدم في حديث عائشة وتصويب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كما تقدم في حديث أبي هريرة وترغيبه صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان واستمرار الناس على ذلك بقية حياته صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر وصدرا من خلافة عمر أفرادا وجماعات أوزاعا.
وجمع عمر الناس لها على قارئ واحد مع موافقة الصحابة له وإجماع العلماء على مطلوبيتها وإجماع جمع الناس على فعلها بقصد التقريب إجماعا متواترا في جميع الأعصار والأمصار.
ولو لم تكن مطلوبة لكانت بدعة مذمومة كما في الرغائب ليلة نصف شعبان وأول جمعة من رجب فكان يجب إنكارها وبطلانه معلوم بالضرورة فهذه أحد عشر دليلا على استحبابها وسنيتها وإن كان لم ينهض واحد منها فلا شك أن المجموع يفيد ذلك ويفيد تأكدها فإن التأكيد يستفاد من كثرة الأدلة الواردة في الطلب ومن زيادة الفضيلة ومن الاهتمام وكل ذلك موجود هنا".
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:33 م]ـ
قال الزيلعي في تبيين الحقائق معلقاً على عبارة صاحب الكنز: "والأفضل في السنن أداؤها في المنزل إلاّ التراويح".
قال: "لأن في التراويح إجماع الصحابة ".
1/ 172.
وقال الكاساني في معرض حديثه عن الاستنجاء وبعد أن ذكر اتباع الحجارة بالماء فيه: "ثم صار بعد عصره من السنن بإجماع الصحابة كالتراويح ".
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع 1/ 21.
وقال أيضاً (السابق 1/ 298):
"إنما عرفنا الجماعة سنة في التراويح بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة رضي الله عنهم
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:55 م]ـ
وقال في المغني مقرراً كون الجماعة في التراويح أفضل (1/ 456):"
ولنا إجماع الصحابة على ذلك ".
وقال في المجموع 3/ 528: " (فرع) قد ذكرنا أن الصحيح عندنا أن فعل التراويح في جماعة أفضل من الانفراد , وبه قال جماهير العلماء , حتى أن علي بن موسى القمي ادعى فيه الإجماع , وقال ربيعة ومالك وأبو يوسف وآخرون: " الانفراد بها أفضل دليلنا إجماع الصحابة على فعلها جماعة كما سبق".
ولعله لم يرد أن الإجماع منعقد على تفضيلها على صلاة الفذ، ولكنه استدل على تفضيلها جماعة بإجماع الصحابة على فعلها في الجماعة أما تفضيلها فالخلاف فيه ظاهر.
والله أعلم.
وللقرافي في الفروق 4/ 218 كلام حسن وفيه توجيه عدم أمر أبي بكر بها بما يقارب ما سبق ذكره، وفيه نقل إجماع أهل الأمصار على فعلها جماعة في كافة الأعصار قال رحمه الله:
"إنما سماها بدعة باعتبار ما وإلا فقيام الإمام بالناس في المسجد في رمضان سنة عمل بها صاحب السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما تركها خوفا من الافتراض فلما انقضى زمن الوحي زالت العلة فعاد العمل بها إلى نصابه.
إلا أن ذلك لم يتأت لأبي بكر رضي الله عنه زمان خلافته لمعارضة ما هو أولى بالنظر فيه , وكذلك صدر خلافة عمر رضي الله عنه حتى تأنى النظر فوقع منه لكنه صار في ظاهر الأمر كأنه أمر لم يجر به عمل من تقدمه دائما فسماه بذلك الاسم ; لأنه أمر على خلاف ما ثبت من السنة كما في الاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي.
قلت: وقد جرى على ما عمل عمر رضي الله تعالى عنه من صلاة التراويح بإمام واحد في المسجد عمل الأعصار إلى عصرنا في جميع الأمصار ما عدا مكة والمدينة فإنهما قد ابتدع فيهما شرفهما الله - تعالى - تعدد الجماعات في صلاة التراويح أسأل الله - تعالى - أن يوفق أهلها للعمل فيها بالسنة كسائر الأمصار ". أهـ
ـ[أبو غازي]ــــــــ[06 - 07 - 04, 04:00 م]ـ
أشكر كل من تجاوب مع هذا الموضوع ...
لكن كما ترون فإن الموضوع متشعب وكبير جداً , والكلام فيه يطول وهذا يسبب عدم التركيز .. وعدم تحديد النقاط الرئيسية.
وقد تقدم الأخ أبو حسين باقتراح جميل لمعالجة هذا الإشكال .. لعلكم قرأتموه ..
وهو تقسيم هذا الموضوع على شكل مباحث .. فيكون النقاش حول كل مبحث على حده فيأخذ حقه في النقاش إلى أن يستقر الأمر وتتضح الأدلة الخاصة في هذا المبحث, ثم ننتقل بعدها إلى المبحث الذي يليه وهكذا ..
ولكي يتسنى للأخوة الرد على بعضهم في جميع النقاط, لا بعضها كما يُفعل.
ونبدؤه بمبحث الليالي التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم.
وأرجو من الأخوة عدم المشاركة بأي موضوع خارج هذا المبحث.
ما هي الأيام التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم؟
أسأل الله أن يوفق الجميع ويهديهم إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥