تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحديث رجاله الشيخين إلا أن رواية أبي قلابة عن أبي هريرة مرسلة، أي أن في الإسناد انقطاعاً ينظر: (تحفة التحصيل) لأبي زرعة العراقي (176).

والحديث أصله في الصحيحين – البخاري (2/ 30) ح (1899)، ومسلم (2/ 758) ح (1079) – ولفظ البخاري: " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين "، ولفظ مسلم: " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة- وفي لفظ (الرحمة) – وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".

02 حديث أنس – رضي الله عنه – قال: دخل رمضان، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ". أخرجه ابن ماجة ح (1644) من طريق محمد ابن بلال، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس – رضي الله عنه -. وهذا الإسناد ضعيف لوجهين:

الوجه الأول: أن فيه محمد بن بلال البصري، التمار.

قال أبو داود: ما سمعت إلا خيراً، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال العقيلي – في (الضعفاء 4/ 37) ترجمة (1584) -: " بصري يهم في حديثه كثيراً "، وقال ابن عدي في (الكامل 6/ 134): " له غير ما ذكرت من الحديث، وهو يغرب عن عمران القطان، له عن غير عمران أحاديث غرائب، وليس حديثه بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به ".

وحديث الباب من روايته عن عمران، فلعله مما أغرب به على عمران، وقد لخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله في (التقريب 5766): " صدوق يغرب ".

الوجه الثاني:

أن في سنده عمران بن داوَر، أبو العوام القطان، كان يحيى القطان لا يحدث عنه، وقد ذكره يوماً فأحسن الثناء عليه – ولعل ثناءه عليه كان بسبب صلاحه وديانته، جمعاً بين قوله وأقوال الأئمة الآتية، لكن قال أحمد: " أرجو أن يكون صالح الحديث "، وقال مرة: " ليس بذاك "، وضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وقال الدارقطني: "كثير الوهم والمخالفة"، وقد ذكره ابن حبان في (الثقات). ينظر: (سؤالات الحاكم للدارقطني 261 رقم 445)، (تهذيب الكمال 22/ 329)، (الميزان 3/ 236) (موسوعة أقوال الإمام أحمد في الرجال 3/ 121)، وقال الحافظ بن حجر ملخصاً أقوال من سبق: " صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج " كما في (التقريب 5150)، وعمران هذا روى الحديث عن قتادة ولم أقف له على متابع، فهذا مظنة الضعف والغرابة.

وذكر الإمام البرديجي كلاماً قوياً يبين فيه حكم الأحاديث التي ينفرد فيها أمثال هؤلاء الرواة عن الأئمة الحفاظ،فيمكن أن ينظر: (شرح العلل 2/ 679،654) لابن رجب، ونحوه عن الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 7). وقتادة بلا ريب من كبار الحفاظ في زمانه، وروى عنه جمعٌ كبير من الأئمة، كما قال الذهبي في (السير 5/ 270): " روى عنه أئمة الإسلام، أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن الحارث المصري وشعبة ... " ثم ذكر جملة منهم فأين هؤلاء من هذا الحديث؟

03حديث سلمان – رضي الله عنه – قال: خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في آخر يومٍ من شعبان، فقال " أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء ".

قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟!، فقال: " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة، أو شربة ماء ن أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما،فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنها: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ". أخرجه ابن خزيمة في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير