تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاد في سيره، وقصد جامعاً على طريقه ليصلي فيه الجمعة

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 - 10 - 03, 07:02 ص]ـ

هذه المسألة تقع للبعض، فعندنا ـ مثلاُ ـ الذين يقدمون من الرياض إلى القصيم، تجد بعضهم يتقصد أن يقف في محطة (العتش) أو التي بعد الغاط، وليس هدفه من الوقوف إلا أن يصلي الجمعة مع الإمام، بل قال لي كثير من الذين يسألون عن هذه الحال، إنهم يرتبون سفرهم من الرياض حتى يدركوا الجمعة مع ذلك المسجد المعين.

ولا شك عندي أن هذا الفعل بهذا التقصد مخالف للسنة، وفي صحة صلاته جمعةً نظر وتأمل،لأنه عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن من المقطوع به أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليه وسلم لم يصل الجمعة في أسفاره، بل حتى في عرفة التي استقر فيها قليلاً لم يُجَمع، مع تهيؤ ذلك له، بل صلاها ظهراً كما قال جابر رضي الله عنه، بدليل أنه لم يجهر فيها، والمؤذن إنما أذن بعد الخطبة، وهذا بخلاف الجمعة، وأخيراً فلم يخطب فيها سوى خطبة واحدة، كما هو ظاهر قول جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (وخطب الناس).

والسؤال هنا (للمذاكرة):

على قول من يقول بصحة صلاته في هذه الحال، كيف يجيب عن الدليل المركب من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[عدم الصلاة] مع قوله في حديث عائشة (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)؟!

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 10 - 03, 07:38 ص]ـ

أخي الشيخ عمر ـــــــــــ حفظه الله:

سلام عليك، وبعده:

فمادامت مذاكرة، فإنه من الصعب إبطال صلاة هؤلاء، وذلك أنهم رجعوا إلى الأصل ....

أما الإيراد الذي ذكرتموه، فالجواب أن يقال:

إن أسقاط الجمعة عن المسافر "رخصة"، الأفضل أن يأخذ بها، لكن لو عدل عنها إلى الأصل جاز ذلك وصح فقهاً، وإن كان قد ترك السنة الفاضلة ...

وذلك مثل ما لو أتم المسافر صلاته، تصح على الراجح، وإن كان ذلك مفضولاً ... مع أن الإيراد هنا، كالإيراد هناك، بلا فرق، والجواب واحد، هو ما قدَّمتُه ...

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 10 - 03, 09:12 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا التنبيه.

قول الشيخ عمر: ولا شك عندي أن هذا الفعل بهذا التقصد مخالف للسنة. حق لا مرية فيه.

جواب أبي عبد الله موفق.

ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[17 - 10 - 03, 09:20 ص]ـ

شكر الله لكاتب الموضوع خيراً،ولمن عقب عليه.

وأرى أن وجهة نظره قوية، وكأن الشيخ ابن عثيمين يميل إلى هذا الرأي حسب ما قرره في الشرح الممتع، والله أعلم.

ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[18 - 10 - 03, 05:06 ص]ـ

مسألة مشابهة للتي تفضل الشيخ عمر المقبل بذكرها تحدث كثيراً.

وهي أن من العلماء والدعاة من يسافر إلى مدن بعيدة ويلقي في أحد مساجدها خطبة الجمعة ويصلي في الناس الجمعة.

فما حكم هذا العمل إن كانت لا تشرع له الجمعة؟

أم يصلي ركعتين بنية قصر الظهر وينوي المأمومون صلاة الجمعة؟

ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[18 - 10 - 03, 10:58 م]ـ

الصورة التي ذكرها الأخ هيثم تختلف عن التي ذكرها الشيخ عمر بعض الشيء؛ لأن ذلك الشخص قاصد للبلد، وسيقيم فيها قليلا، وهذا ينبني على صحة إمامة المسافر للجمعة، وهذا ليس موضع البحث هنا، حتى الشيخ ابن عثيمين في "الممتع" لا يدخل هذه الصورة في الخلاف الذي ذكره الشيخ عمر، لأن الصورة التي جعلها كاتب الموضوع محل البحث، فيمن قصد صلاة الجمعة في مسجد من مساجد الطرق وهو جـ ـــاد في سيره.

أما الذي ذكرت فسيتوقف، وربما بقي إلى العصر، وهي ايضاً محطة مقصودة لذاتها، بدليل أنه لو وجد جمعة أقرب في طريقه لم يتوقف، أرجو أن يكون في هذا إيضاح.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير