[حوار هادئ بين هزاع وأحمد حول إثبات رؤية الهلال]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:26 م]ـ
[حوار هادئ بين هزاع وأحمد حول إثبات رؤية الهلال]
(هذا حوار هادئ جمعت فيه كلام الإخوة من الطرفين وجعلته على شكل نقاش بين طرفين، أسأل الله أن تجدوه مفيداً. مع العلم أني لم أنته منه بعد، والأمر يحتاج لوقت لأن الأرشيف كبير جداً)
قال هزاع: أنتم تخالفون أمر النبي ? «صوموا لرؤيته»، وتثبتون الرؤية بالحساب.
قال أحمد: لا يا أخي، نحن لا نثبت الرؤية بالحساب بل بالرؤية بالعين المجردة، وإنما إذا كانت الحسابات الفلكية العلمية تثبت بشكل قطعي استحالة رؤية الهلال، كان ذلك دليلاً على خطأ مدعي الرؤية. وقد علّل هذا الفقيه الشافعي تقي الدين السبكي (ت 756هـ) فقال: «لأن الحساب قطعي، والشهادة والخبر ظنيان. والظني لا يعارض القطعي، فضلاً عن أن يقدم عليه». فهذا من باب قبول الشهادة فحسب. فذكر هذا الحديث أجنبي عن المسألة، لأننا موافقون على أن الصيام للرؤية لا للحساب. لكن الرؤية هنا هي الرؤية الصحيحة الصادقة. فاعتراضنا هو الشهادة لا على أصل أن الصيام للرؤية لا بالحساب.
هزاع: هل يجوز للقاضي أن يرد شهادة رجل مسلم؟
أحمد: نعم، من شأن القاضي أن ينظر في شهادة الشاهد عنده، في أي قضية من القضايا. فإن رأي الحس أو العيان يكذبها، ردها ولا كرامة. قال السبكي: «والبينة شرطها أن يكون ما شهدت به ممكنا حساً وعقلاً وشرعاً. فإذا فرض دلالة الحساب قطعاً على عدم الإمكان، استحال القول شرعاً، لاستحالة المشهود به. والشرع لا يأتي بالمستحيلات. أما شهادة الشهود، فتُحمل على الوهم أو الغلط أو الكذب». إنظر: فتاوى السبكي (1\ 219).
هزاع: وهل من الممكن أصلاً حساب وقت ظهور الهلال؟
أحمد: نعم، وبنص القرآن. قال الله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (40) سورة يس. فهذا دليلٌ على أن القمر يمشي في مسار ثابت. وهو ممكن حسابه بدليل قوله عز وجل: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (96) سورة الأنعام. وقوله كذلك: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (5) سورة يونس. ثم جعل القمر دليلاً على المواقيت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... } (189) سورة البقرة.
هزاع: لا ينبغ أن يختلف مسلمان على أن القمر يسبح في فلك ثابت لا يحيد عنه، وأن هذا يمكن حسابه. لكن أين الدليل على أن حسابات الفلكيين صحيحة ونحن نجد بينهم اختلافات؟
أحمد: من كان عنده شك في صحة حسابات الفلكيين فليسأل أهل المراصد كلهم –المسلمين قبل الكفار–، فإنهم متوافقون على ساعة ولادة الهلال وعمره، وكذلك متفقون على أن الهلال لسويعات قليلة تستحيل رؤيته. لكن قد يختلفوا في تحديد أقل عمر يرى معه الهلال الجديد. فإذا اتفقوا على استحالة رؤيته كان ذلك حجة قاطعة ترد بها شهادة مدعي الرؤية، لأن اليقين مقدمٌ على الظن. فإن كان بينهم خلاف معتبر على إمكانية رؤية الهلال، أخذنا بالرؤية.
(يتبع)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:28 م]ـ
هزاع: ما معنى ولادة القمر فلكياً؟
أحمد: أشكرك يا أخي على سؤالك. فإن أكثر الخلاف يأتي ممن يتكلم في المسألة وهو لا يفهمها ويستكبر أن يسأل عما يشكل عليه. وصدق من قال: لو سكت ما لا يعلم، لذهب الخِلاف. هناك الولادة الحسابية وتعريفها خروج الهلال ولو بلحظة عن خط تتابع الأرض-القمر-الشمس. والكل مجمعون بأنه من المستحيل العملي والعلمي رؤية الهلال في هذه اللحظة. هذا لا خلاف فيه البتة. وهناك الولادة بمعنى (الوجود والمشاهدة) فيمكن باستخدام المعدات المتطورة رؤية الهلال قبل ظهوره بساعات حسب تطور العلم والآلات. ويجب أن تمضي فترة تقدر بالساعات حتى يمكن للهلال أن يُرى. طبعاً ليست إمكانية الرؤية متعلقة بعمر الهلال
¥