تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لحسن الحظ توجد طرق أفضل لحساب اتجاه القبلة بدون استعمال البوصلة. فعند منتصف الظهيرة (وهي اللحظة التي تسبق حدوث الزوال)، أي عندما يكون الظل أقصر ما يمكن، يكون ظل أي جسم –في النصف الشمالي من الكرة الأرضية– متجهاً من الجنوب إلى الشمال الحقيقي. وهذه ربما أدق طريقة لمعرفة الشمال الحقيقي، لحساب اتجاه القبلة، وهي سهلة جداً كما ترى. فلم ببق عليك إلى معرفة الزاوية بين الشمال والحقيقي وبين جهة القبلة. وحساب هذه الزاوية إما يتم باستعمال الحاسب أو باستعمال معادلة بسيطة من علم حساب المثلثات، لكن هذا يحتاج بالتأكيد إلى معرفة إحداثيات المكان الذي أنت فيه، وأحداثيات الكعبة. أما إحداثيات الكعبة فهي: خط عرض: 21:25:24 شمالاً (تُقرأ 21° درجة و 25? دقيقة 24? ثانية) أي 21.423333°، وخط طول 39:49:24 شرقاً أي 39.823333°. ومعرفة إحداثيات المكان التي أنت فيه، إما يتم بمراجعة الأطلس، أو يتم بأجهزة تحديد المكان عن طريق الأقمار الصناعية باستعمال تقنية GPS (Global Positioning System).

وإذا لم تستطع معرفة مكانك بدقة، فبإمكانك استعمال طريقة أخرى قديمة، لكنها دقيقة جداً وسهلة. وما تزال مستعملة منذ مئات السنين، وهي محلّ ثقة. فقد لُوحِظَ لقرون و أُبْلِغَ في كتب كثيرة من قِبَلِ المسلمين حول العالم أن الشمس تكون متعامدة فوق الكعبة مرّتان في السّنة. هذه هي حقيقة عُرِفت بالملاحظة لقرون، واستعملها المسلمون في أنحاء العالم لمعرفة اتّجاه القبلة الصّحيح في الأماكن البعيدة عن مكة. هذان التاريخان هما: 28 أيّار في الساعة 9:18 UT بالتوقيت العالمي. و في 16 تمّوز في الساعة 9:27 UT بالتوقيت العالمي.

وحتى تفهم طريقة الحساب، دعنا نتخيل أن هناك منارة أو مئذنة على الكعبة عالية جدّاً، لدرجة أنها تصل إلى السّماء. الجميع سيتّفق أنه إذا أمكن أن نرى المنارة، فمن يُوجِّهُ وجهَهُ إليها، فهو مُتّجِهٌ باتّجاهِ القبلة. وعندما تكون الشمس فوق الكعبة مباشرة، فإنها ستكون في قمة هذه المنارة التخيُّلية. ومن المعروف منذ قرون أنه لا تكون الشمس فوق الكعبة تماماً إلا في يومين بالسنة فقط، وفي لحظة الظهيرة تماماً بالتوقيت المحلّيّ لمكة المكرمة. وقد اعتاد المسلمون في البلاد البعيدة –منذ قرون– انتظار هذه التّواريخ، لرصد اتّجاه الشمس، ثم توجيه المساجد إلى جهة الشمس في تلك اللحظة.

عندما تنظر إلى الشمس في هذه الأوقات (بعد تحويله إلى توقيتك المحلّيّ)، ستكون موجهاً للقبلة تماماً. لأنّه إذا كانت هناك منارة عالية جدًّا على الكعبة تصل إلى السّماء، فأنت ستراها كما سترى الشمس. أي تكون الشمس بأعلى تلك المنارة.

الصعوبة الوحيدة التي واجهت المسلمين في القدم، هو تحويل الوقت من توقيت مكة إلى توقيت بلادهم. لأن الشمس لا تتعامد فوق الكعبة، إلا في منتصف الظهيرة بتوقيت مكة المحلي، وهذا يكون هو وقت المساء في الصين، بينما يكون وقت الصباح في المغرب. أما في هذا العصر، فمن السهل جداً ضبط الساعات، وتحويل التوقيت من التوقيت العالمي (هو توقيت غرينيتش لكن بدون الفارق الصيفي) أو من توقيت مكة، إلى توقيتك المحلي.

والإشكال الوحيد هو أنه في لحظة الظهيرة بتوقيت مكة، يعُمّ الليل غالب أرجاء القارتين الأميركيتين، مما يمنع استعمال تلك الطريقة لاحتجاب الشمس. والحل هو استعمال طريقة مشابهة لكن عندما تعامد الشمس المكان الذي يقابل مكة تماماً على الطرف الثاني من الكرة الأرضية. وهذا يحصل في 28 تشرين الثاني في الساعة 21:09 بالتوقيت العالمي، وفي 16 كانون الثاني الساعة 21:29 بالتوقيت العالمي. قُمْ في أحد هذين الوقتين (بعد تحويلهما إلى التوقيت المحلي) بالتوجه باتجاه الظل، أي بحيث يكون ظهرك مُوجَّهاً للشمس، فيكون بذلك وجهك متّجهاً تماماً نحو القبلة.

الطريقة الحديثة لحساب جهة القبلة

هناك طريقة حديثة وسهلة التطبيق جداً، ولا تحتاج إلى انتظار يومٍ محدّدٍ في السنة. إذ أن هناك لحظة تتغيّر كل يومٍ في السنة، بحيث لو كنت مُواجهاً للشمس، تكون مواجهاً للقبلة. هذا الزّمن يمكن أن يُحْسَب بشكلٍ يوميٍّ لأيّ مكانٍ مرغوب. وأنا أقترح أن يتم حسابه ووضعه في التقويم بجانب أوقات الصلاة. وبذلك تتوفر لدينا طريقة سهلة الاستعمال لسائر الناس.

ـ[مسلم2003]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:11 ص]ـ

جمهور الفقهاء -إن لم يكن كلهم-يقولون: بأن المطلوب في القبلة لمن لم يكن في مكة المكرمة هو الجهة، وليس عين الكعبة ..

ولذلك فإنه حتى لو كان هناك انحراف قليل في اتجاه البوصلة .. فإنه لا يؤثر في صحة الصلاة ..

هذا للتنبيه .. وشكراً لك أخي على هذا البحث الممتع ...

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 09 - 06, 07:24 ص]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40538

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:00 ص]ـ

كنتُ قرأتُ قديما طريقة لمعرفة اتجاه الجنوب - ومن ثم يمكن معرفة اتجاه القبلة - عن طريق الساعة ذات العقارب في أي وقت من أوقات النهار:

وذلك بأن توجه الساعة ناحية الشمس بحيث يكون رأس الرقم (12) ناحية الشمس تماما، وتنصِّف الزاوية بينه وبين عقرب الساعات، فيكون هذا هو اتجاه الجنوب.

هل هذه الطريقة صحيحة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير