بل حتى بعض العلماء الذين استدركوا على بعض المتأخرين نسبة بعض الفتاوى للمذهب، استدركوا عليهم مسائل بعينها و لم ينفوا الاعتماد بالكلية ... بل استدراكهم لهذه الجزئيات و قصدهم إليها يدل على اعتمادهم لهذه الفتاوى و أن تخريجها على أصول المذهب لا غبار عليه ... و مثاله ما فعله الأذرعي الشافعي في استدراكه على بعض متأخري الشافعية نسبة القول بكراهة حلق اللحية إلى المذهب الشافعي، فقال ما معناه [هذا مخالف لنص الشافعي في الأم] كما نقله عنه ابن قاسم الغزي في حاشيته على (تحفة المحتاج) على ما أذكر ...
ــــــــــ
و تقول أيضا [وأحذر بشكل خاصة من ترجيحات الهيتمي والرملي (رغم شهرتهما) لأنها على ضعفها كثيرا ما تخلو من دليل (وبخاصة فتاوى الرملي)]
ما السبب شيخنا الكريم؟ هل درست فروع الشافعية و أصولهم فوجدت تخريجاتهم مخالفة لأصول المذهب؟
و هل عدم ذكر الدليل في كتبهم دليل عندكم على خطأ تخريجهم على أصول المذهب؟!
و تقول أيضا ((والصواب هو العودة لكتب الشافعي نفسه، فنسبتها أقوى للإمام!))
لماذا نوجد تعارضا أو اختلافا بين رجوعنا إلى كتب الإمام الشافعي و بين الرجوع إلى كتب المتأخرين ممن سار على مذهبه؟!!
شيخنا الكريم ... الشافعي أصّل و أفتى و ألّف، و دور المتأخرين هو نقل و إيصال علم الإمام إلى الطالب، فدور المتأخر نستطيع أن نحصره ـ في حد علمي بالنسبة للشافعية ـ في (اعتماد أحد قولي الشافعي القديم أو الجديد مثلا) و في (تخريج النوازل و الحادثات على أصول الإمام التي تركها) و في (تخريج ما لم يتكلم الشافعي فيه على أصوله) ...
فأي تعارض بعد ذلك بين كتب الشافعي و كتب المتأخرين؟
فمثلا إذا أردت معرفة الحكم في مسألة من المسائل و رجعت إلى كتب الشافعي فلم أجد للشافعي فيها كلام ... ماذا أفعل؟ و أنا أريدها على أصول الشافعي ..
هل أسأل فيها الحنفية أو المالكية أو الحنابلة؟
أم أذهب إلى الكتب التي أقر لها العلماء بالاعتماد في التخريج على أصول الشافعي، و هي من شافعية درسوا فروع المدرسة و أصولها و شهد لهم العلماء بمرتبة التخريج؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي حارث همام
جزاك الله تعالى خير الجزاء على اهتمامك بذكر المعتمد لدى الحنابلة .. و هو صحيح بارك الله تعالى فيك .... و من باب استخراج الشئ من أصله أنقل لكم هذا النقل من كتاب (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد) طـ در العقيدة بالإسكندرية بمصر .... يقول ص298:
(منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح و زيادات
هو كتاب مشهور، عمدة المتأخرين في المذهب، و عليه الفتوى فيما بينهم)
و يقول ص 299:
(الإقناع لطلب الانتفاع
مجل ضخم، كثير الفوائد، جم المنافع، للعلامة المحقق موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي، ثم الدمشقي الصالحي، بقية المجتهدين، و المعول عليه في مذهب أحمد في الديار الشامية)
فمن الواضح أن اعتماد المنتهى مقدم على غيره .. و لكن السؤال / هل يأتي الإقناع بالفعل بعد المنتهى أم أن الإقناع في مرتبة كثير من كتب المذهب؟ حيث لم يظهر لي ذلك من كلام ابن بدران الدمشقي ـ و لعلكم تراجعون النقل ـ
و أما قول ابن عثيمين (إذا اختلف الإقناع و المنتهى فالمذهب ما في المنتهى) فلا يظهر منه مجئ الإقناع بعد المنتهى في الرتبة إذا كان مناسبة الكلام هو ترجيح بين قولين في المذهب خالف فيه الإقناع المنتهى ...... و لذا أرجو إحالتي على الموضع الذي قال فيه العثيمين ذلك ـ على طبعة آسام و هي الطبعة الأولى للكتاب ـ أو نقل ما قاله العثيمين ... و معذرة للإتعاب،،، و جزاك الله تعالى خير الجزاء
ـــــــــــ
أخي الكريم حارث
أين أجد الكتاب المذكور؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيخنا الكريم الفاضل صاحب الفضل عليّ / رضا الصمدي ....
أرى أن العبرة بما نص عليه الأئمة من كونه معتمد أو غير معتمد ... و أما كون شافعية تايلاند اعتمدوا كتبا غير التي نص عليها العلماء و اعتمدوها .. فلا أرى أن هذا يدل بحال من الأحوال على عدم اعتماد هذه الكتب، بل يكون الخطأ مرتكبا من جانبهم هم، و لا يكون فعلهم حجة على ما اعتمده العلماء ... هذا شئ
و شئ آخر .. و هو أن اعتماد الحجازيين على التحفة للهيتمي و المصريين على النهاية للرملي، فإن هذا ليس لتباين اعتماد فتاوى الكتابين، بل العلماء يجعلون النهاية و التحفة في مرتبة واحد ـ و إن كان يظهر من عمل المتأخرين أصحاب الحواشي ترجيح الرملي في بعض الأحيان ـ بل اعتماد الحجازيين على الهيتمي و المصريين على الرملي كاعتماد متقدمي الشافعية على المهذب و الوسيط .. فتجد البعض يشتهر عندهم المهذب و البعض الآخر يشتهر عنهم الوسيط، و لا تكاد تجد اختلافا بين الكتابين ـ أي من جهة الاعتماد ـ ... و كذلك مثل اعتماد القصيميين من أهل الحجاز على متن (دليل الطالب) للكرمي الحنبلي، بينما غيرهم من الحنابلة يعتمدون (زاد المستقنع) للحجاوي ـ و كلاهما معتمد في المذهب الحنبلي ـ و لا يضر بعد ذلك هذا الاعتماد أن يعتمد بعض الحنابلة على (الرعايتين) لابن حمدان لأنهما غير معتمدتين في المذهب،،،،،،،،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥