ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[25 - 07 - 09, 09:23 م]ـ
و أما المتأخرين من الأصحاب فانقل عن الاخ البسام من ملتقى المذاهب الفقهيه
المشهور من المذهب عند متأخري الحنابلة: ما اتفق عليه كتابا " الإقناع والمنتهى " لأنهما أكثر كتب المذهب تحريراً، فإن اختلفا فينظر في: " التنقيح، والإنصاف، وتصحيح الفروع، والغاية " فأيهما وافقوا فهو المذهب، والغالب أن المذهب ما في المنتهى، لأنه أكثر تحريراً من الإقناع.
قال السفاريني (ت:1188هـ) في وصيته لأحد تلاميذه النجديين: " عليك بما في الكتابين: الإقناع والمنتهى، فإذا اختلفا فانظر ما يرجحه صاحب الغاية ". اهـ.
وقال أحمد بن عوض (ت:1101هـ): " قال شيخنا [أي: الشيخ عثمان بن قائد النجدي (ت:1097هـ)] نقلاً عن بعضهم: صريح المنتهى مقدم على صريح الإقناع، وصريح الإقناع مقدم على مفهوم المنتهى، ومفهوم المنتهى مقدم على مفهوم الإقناع، وإذا اختلف قول صاحب المنتهى وقول صاحب الإقناع في حكم مسألة، فالمرجح قول صاحب الغاية ". اهـ. من كتاب علماء نجد لابن بسام 5/ 135، في أثناء ترجمة الشيخ عثمان النجدي.
وقال الشيخ علي الهندي في المصطلحات الفقهية ص 4: " المذهب عند المتأخرين: هو ما أخرجه المرداوي في كتابه التنقيح، والحجاوي في كتابه الإقناع، وابن النجار في كتابه المنتهى، واتفقوا على القول به. وإن اختلفوا: فالمذهب ما اتفق على إخراجه والقول به، اثنان منهم. وإذا لم يتفقوا: فالمذهب ما أخرجه صاحب المنتهى، على الراجح، لأنه أدق فقها من الاثنين. وقد يفضل بعضهم: الإقناع لكثرة مسائله، ولا مشاحة في الاصطلاح ". اهـ.
اتجاهات الشيخ مرعي في غاية المنتهى:
لبعض علماء المذهب من النجديين، تعقبات على اتجاهات الشيخ مرعي في الغاية، قالوا: إن اتجاهاته مخالفة للمنقول، ولكلام فقهاء المذهب.
لكن قد اثنى على الكتاب جمع كثير من علماء المذهب، وتقدم ثناء السفاريني وغيره
وممن أثنى على الكتاب أيضا:
حسن الشطي (ت:1274هـ) في مقدمة مِنْحَة مُوْلِي الفتح 1/ن قال: " ولا شك أن مؤلف المتن [أي متن الغاية] أتى بأبحاث مفيدة لا يستغني الطالب عنها، ولا بد للمحصل منها، وقد اعترض بعض أهل العلم من النجديين: بأن أبحاثه مخالفة للمنقول، ولا موافِق له في ذلك، وأنَّها مخالفة للقواعد، ولكلام فقهاء المذهب. وليس الأمر كما قال، فإن الكثير منها ما هو صريح في بحث غيره، ومنها ما هو مفهوم كلامهم، ومنها الموافق للقواعد، ومنها ما له نظائر في كلامهم تؤيده، ويؤخذ من عباراتهم، إلا النادر منها على حسب ما يظهر، وربما يذكر الفرع في غير محله لمناسبة، ويبحثه فيه، وقد صرح ببحثه الأصحاب في بابه ". اهـ
وقال الرحيباني (ت:1240هـ) في مقدمة شرح الغاية: " من أجل كتب المذهب قدرا, وأجمعها لمهمات مسائله طرا, مشتملا على فوائد لم يسبق إليها, وحاويا لفرائد تعقد الخناصر عليها، من صحيح النقول, وغرائب المنقول ". اهـ.
وقال ابن حميد (ت:1295هـ) في السحب الوابلة 3/ 1119: " وهو متن جَمَع فيه من المسائل أقصاها وأدناها، مشى فيه بسنن المجتهدين في الصحيح والاختيار والترجيح ". اهـ.
وقال ابن بدران في المدخل ص227: " كتاب جليل، سلك فيه مسالك الاجتهاد، فأورد فيه اتجاهات له كثيرة، يعنونها بلفظ: (ويتجه)، ولكنه جاء متأخرا على حين فترة من علماء هذا المذهب، وتمكن التقليد من أفكارهم، فلم ينتشر انتشار غيره ". اهـ.
وقال الشيخ محمد السماعيل في اللآلئ البهية ص 78: " والذي أراه أنهما إذا اختلفا - يعني المنتهى والإقناع - فالرجوع إلى غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى، وشرحه مطالب أولي النهى ". اهـ.
فائدة: لا يستغني مشتغل بالمذهب، عن النظر في مقدمة الفروع وتصحيحه، ومقدمة الإنصاف وخاتمته، وخاتمة شرح المنتهى للفتوحي، فإنها أغنى كتب المذهب الحنبلي، في كشف الاصطلاحات، ومعرفة الكتب ومنزلتها، ومسالك الترجيح، وطرق التصحيح، فإذا أحاط بها الفقيه، صارت لديه العدة لمعرفة المذهب، وسلك المدخل لتحقيقه وتصحيحه، ومعرفة راجحه من مرجوحه. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[25 - 07 - 09, 09:26 م]ـ
و أضاف
الناظر في ترجيحات واتجاهات الشيخ مرعي يجدها على أقسام:
1 - قسم يوافق فيه ما اتفق عليه الإقناع والمنتهى، وهذا هو الغالب.
¥