تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 01 - 04, 09:20 م]ـ

أولاً نسأل الله أن يعفينا وإياكم وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، ربما كان الكلام والتنظير يسيراً، فإذا فتن أحدنا بأقل من ذلك أقول ربما مالت به الأهواء يمنة ويسرة، نسأل الله العفو والعافية ..

وبخصوص الموضوع، فمحل الإشكال فيه تصديق من كذبهم الله ورسوله، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، وبعد ذلك اعتقاد أنهم إذا علموا نصحوا.

خاصة وأن الأسباب المادية أو حتى استعانتهم بالجن من أجل معرفة محل الغائب، هي جهود قد تصيب وقد تخيب، فالجن لايعلمون الغيب، ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.

وهذه الجهود يستطيع أن يبذل الباذل نحوها بطرق شرعية كالإعلان ورصد المكافئات المالية والمتابعة مع رجال الأمن، وقبل ذلك كله دعاء علام الغيوب من بيده مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو.

هذا والمسألة ليست حادثة أو جديدة فقد كان الناس منذ القدم يفقدون أهليهم وقد سمعنا في ذلك قصصاً سطرها التاريخ فمنهم من هدى الله ومنهم من يعثر له على أثر، وما سمعنا بأن أحدهم استعان بسحرة أو عرافيين.

كما أنني عرفت من أخبار كثيرين استعانوا بالسحرة والعرافيين من أجل تحصيل مال فقدوه أو شيء ثمين ضلوا عنه، فكانت العاقبة أن ضاعت عليهم أموال مضاعفة عند هؤلاء النصابين، الضالين المضلين والحمد لله رب العالمين.

ولست أدري ولكني أظن لو قام بعض الإخوة ببحث في كتب الفقهاء لوجد المسألة مطروقة خاصة وأنها ليست بحادثة أو نازلة معاصرة.

والله أعلم.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 01 - 04, 10:24 م]ـ

الأخ حلية الأولياء

قلت: النصوص التي ذكرت ـ في كفر مدعي الغيب، وحصر الغيب المطلق لله جل وعلا ـ إنما هي في الغيب المستقبل، لا في الغيب الحاضر الذي قد يطلع عليه بعض الناس أو الجن.

أقول: ما الدليل على التفريق.

وقولك إن الغيب نسبي ومطلق .... صحيح لكن من لم يشهد هذا هو بالنسبة له غيب كغيب المستقبل.

قلت: أرأيت لو أن أحداً أخفى عنك شيئاً في البيت، وجعله ـ مثلاً ـ تحت الفرشة أو السجادة، فبحثت عنه، فلم تجد شيئاً!

فلو فرضنا أن زيداً من الناس ذهب وسأل الكاهن عن هذا الشيء،وأخبره الكاهن بأنه تحت الفرشة، هل يكفر؟!

الجواب: لا، بل يقال: من أتى الكاهن، فسأله عن أمر من الغيب النسبي هو آثم لا كافر، ومن سأله عن غيب مطلق، كعلم ما في غدٍ فهو كافر لا شك في ذلك.

أقول: دلل على ما تقول من الكتاب أو السنة، أو الإجماع ...

قلت: وأنت تعلم أن الكفر هنا غير مجزوم به، والإسلام مقطوع به، فالحكم عليه بالكفر، مشكلة كبرى ... فلا ننتقل عن هذا الأصل إلا بأصل مثله.

أقول: بل الذي أعلم أنه مجزوم به.

قلت: وفي مثل سؤال الأخ: قد يقال بالجواز في حقه؛ لأن هذه ضرورات، هذا كلام عام، والفتوى الخاصة لها حالها الخاص.

أقول: الكفر لا تبيحه هذه الأمور، بل لا يجوز إلا مع الإكراه مع اطمئنان قلبه بالإيمان، ثم من قال إن هذا الكاهن عنده العلاج فهو لا يعدوا أن يكون كذابا متخرصا ...

قلت: وبالمناسبة، فقد سمعت أحد العلماء ـ المشهورين بتحقيق مسائل العلم، وخاصة مسائل العقائد ـ يقرر ما تذكر، فناقشته وراجعته، فقال: أمهلني، ثم رد علي بعد أسبوع، فاقتنع بحمد الله، فشكرت له تواضعه.

وللمصلحة، فإني أعتذر عن ذكر اسمه.

أقول: قول هذا الشيخ لا يعدوا أن يكون شذوذا ولا يعتبر خلافا ..

ثم هو لا يهمنا اسمه لأننا يهمنا الدليل والحجة والبرهان وهذا القول عاري عن ذلك ...

وإن كان مقتنع مما يقول ويراه دينا، وتقول أنت بالجواز لماذا يتكتم عليه؟!!

أليس هذا من كتمان العلم، ومن كتم علما ألجمه الله ......

ثم قبل هذا كله الكاهن لا يعلم بالغيب لا النسبي ولا المطلق كما قسمته والنصوص جاءت شاملة للنوعين ...

وأنا أسألك الآن هل تعتقد أن الكاهن يعلم الغيب النسبي؟

وكيف يعلمه؟

إن شئتَ أجبتُ أنا بأنه لا يعلم ذلك قال الله تعالى:

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (14) سورة سبأ

فالكاهن مرد تخرصه للجن وهم لا يعلمون الغيب، فكيف يعلمه هو؟!!

وقد ثبت أنهم قد يسمعون الكلمة ويكذبون معها مائة كذبة ...

وفي الحديث " فصدقه بما يقوله فقد كفر ... " هنا الكلام عام في جميع ما يخبر به. والله أعلم.

ويترتب على هذا بقاء الكهان، وسؤالهم والتستر عليهم، وإنفاق الأموال عليهم .......

الأخ أبو خديجة:

الكهان مسائلهم ليست من النوازل وهم موجود من قبل بعثت نبينا عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا، وكتب أهل العلم طافحة بهذا ولعلي إن حصل متسع في الوقت أنقل ما يشفي ويكفي ...

الأخ حارث: قلت: ربما كان الكلام والتنظير يسيراً، فإذا فتن أحدنا بأقل من ذلك أقول ربما مالت به الأهواء يمنة ويسرة ..

الكلام هنا عن حكم شرعي بالدليل والتعليل ... وميل الأهواء بزيد من الناس ... أمور خارجة عن تحرير الحكم، ومحل النزاع ...

نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير