تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 03 - 08, 02:38 ص]ـ

جزاكم الله خيرا.

قد يناسب نقل الموضوع لمنتدى العقيدة.

----

قال الشيخ الدكتور / سليمان بن صالح الغصن وفقه الله تعالى في شرحه لكتاب التوحيد: (باب ما جاء في الكهان ونحوه):

أما إتيان الكهان - وهو موضع البحث هنا - فالعلماء - رحمهم الله تعالى- تكلموا فيه وجمعوا بين النصوص الشرعية الواردة في النهي عن الإتيان، فهناك بعض النصوص: (لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)، وفي بعضها: (فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-) قال العلماء: إن هذا يختلف باختلاف الشخص.

الحالة الأولى: فمن أتى الكهان لمجرد سؤالهم دون أن يجزم بصدقهم أو بمعرفتهم بالغيب ونحو ذلك فهذا لا شك أنه محرم وفاعل لكبيرة، وصاحبه جزاءه ما ذكر في الحديث (لم تقبل له صلاة أربعين يوماً).

الحالة الثانية: أن يأتيهم ليختبرهم، ويظهر عوارهم، أو ينكر عليهم، أو يحذر منهم، فهذا كله أمر مطلوب، وصاحبه مأجور.

الحالة الثالثة: أن يأتيهم ويصدقهم في أقوالهم أو فيما يخبرون، فهذا الشخص - في هذه الحال- حينما يصدق هؤلاء الكهان جزاءه المذكور في قوله -صلى الله عليه وسلم- (فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-).

يبقى هذا الكفر المذكور في الحديث، هل هو كفر أكبر مخرج من الملة أم هو كفر دون كفر؟ كفر أصغر لا يخرج من الملة أو نتوقف فلا نقول: إن هذا الشخص الذي ذهب إلى الكهان وصدقهم إنه كفر وخرج من الملة ولا نقول إنه كفر كفراً لا يخرج من الملة وهو الكفر الأصغر؟.

اختلف العلماء -رحمهم الله تعالى- في ذلك، ولعل الراجح - والله أعلم- أن يفرق بين الأحوال، فيمكن أن نقول:

- إن هذا الشخص الذي ذهب إلى الكاهن وصدقه، إن كان صدقه في دعوى علم الغيب المطلق، وأنه يعلم ما سيكون ويعلم بالمستقبل، ويستطيع أن يخبرك بما سيحصل لك، وما سيأتيك ونحو ذلك، فهذا كفر، وتصديقه كفر؛ لأن هذا من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى- قال عز وجل: ? قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ ?، وقال: ? عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ?26?إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ? [الجن: 26، 27]، فمن صدق الكاهن في دعوى علم الغيب المطلق، فهذا كافر والعياذ بالله كفراً أكبر.

- وإن صدقه في غيب نسبي، يعني غاب عن الشيء نفسه، أو عن أشخاص، أتى بالخبر هذا الكاهن فهذا كفر أصغر، ومن الغيب النسبي: أن يمثل له بما سبق من الدلالة على موضع الضالة أو المسروق، فإذا كان هذا يخبر بهذا الغيب النسبي فهذا أمر ممكن، ولكن الشخص هذا الذي يأتي الكهان ينهى عن ذلك حتى ولو كانوا يخبرون بهذا الأمر الذي غاب عنه، وعلمه هؤلاء.

في السابق قبل أن تتطور وسائل الاتصال كان لهم شأن بسبب استعانتهم بأصحابهم من الجن الذين لهم قدرة قدرهم الله - سبحانه وتعالى- على قدرة التنقل والإتيان بهذه المعلومات، فيخبروهم بما حصل في المكان الفلاني، وفي الأرض الفلانية، ونحو ذلك.

الآن مثل هذا ليس له كبير شأن، باعتبار وسائل الاتصال الحديثة، لكن قد يكون بغيب نسبي كما سبق التنزيل عليه فيما مسألة المكان المسروق ونحو ذلك، بالاستعانة بأصحابهم من الجن، فهذا ممكن ولكنه لا يجوز، لا يجوز للشخص أن يذهب إليهم لما فيه من تكثير سوادهم، وإعانتهم على باطلهم؛ فلذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاوية بن الحكم: (فلا تأتهم) حتى إنه قال: (إنهم يخبرون بالشيء فيكون، فقال: إنهم ليسوا بشيء) حتى فيما يسترقون من السمع، مما يوحيه الله -عز وجل- للملائكة، فإنهم يزيدون معه مائة كذبة، كما في الحديث؛ لذلك هذا الشخص الذي يصدقهم في هذا فهو متوعد بهذا الوعيد، وإن كان ليس كوعيد من صدقهم بعلم الغيب المطلق، والله أعلم بالصواب.

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 03 - 08, 04:09 ص]ـ

وهذا سؤال وجه للشيخ الدكتور / سليمان بن صالح الغصن وفقه الله تعالى في الدرس المشار إليه في المشاركة المسابقة:

السؤال الأول:

فأسأل عن التفريق بين الغيب النسبي والغيب المطلق في تصديق الكهنة؛ لأنه يترتب عليه مسألة حادثة اليوم لما كثرت حوادث الخطف صار بعض الناس يسألون الكهان ويأتون إليهم، أين فقدت بنتهم؟ ومن فعل هذه الجريمة؟ كأنتا تفهم من شيخنا أن هذه الأفعال كفر أصغر ولا تصل حد الكفر الأكبر؟.

أنا ذكرت الغيب المطلق والنسبي، وكما ذكرت كلها داخلة في المنهي عنه، إتيان الكهان منهي عنه مطلقاً، لا يصدقهم فيما مضى، ولا في المستقبل، وقلت: كله كفر، ولكن هناك فرق بين الأمرين، وكما هو معلوم: أن العلماء -رحمهم الله تعالى- منهم من قال في حديث: (فقد كفر بما أنزل على محمد) يعني كفر أصغر، أو كفر دون كفر مطلقاً، وأطلقوا الحكم، ومنهم من قال: نتوقف.

ولعل الجمع بين أقوال العلماء:

- أن من صدقهم في المستقبل فهذا كافر خارج عن الملة.

- ومن صدقهم في أمر ماضي مما قد يعلمونه هم كمكان الضالة؛ قد يعلم الشيطان أن المسروق في المكان الفلاني، وهذا الشيطان أو الجني يخبر صاحبه الكاهن، فيذهب الشخص إلى الكاهن فيخبره فنقول: هذا محرم أيضاً وهو كفر، لكنه ليس مثل الشخص الذي يظن ويعتقد أن الكاهن سيخبره بما سيكون بعد سنة مثلاً، بعض الناس يذهبون للكاهن فيقول: أنت سيأتيك خمسة أولاد، أنت سيأتيك من المال كذا، أنت ستعيش كذا، فمن صدق الكاهن في مثل هذا ليس كمن صدق الكاهن في غيب غاب عنه هو، وعلمه بعض الشياطين مما حدث في الأرض وأخبروا به هذا الكاهن، فنفرق بين الحالين، وإن كان كل منهما منهياً عنه.

http://www.islamacademy.net/index.aspx?function=Item&id=3568&lang=

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير